إثيوبيا حبيسة أزماتها.. مراوغة جديدة من آبي أحمد أم استخدام الجزائر طوق نجاة؟
تعيش إثيوبيا، الدولة الحبيسة التي لا تمتلك موانئ ساحلية عقب قطع الطرق الواصل بين العاصمة وجيبوتي، أزمة داخلية وخارجية في ظل تعنت حكومتها برئاسة آبي أحمد، لمواصلة الحرب الداخلية على إقليم تيجراي، وسط أعمال قتالية طرأت على بعض الأقاليم المجاورة له، إلى جانب صراعه مع جارته السودان على الحدود المشتركة في منطقة الفشة، ومواصلته الاستفزازات الإثيوبية في أزمة سد النهضة مع دولتي المصب، بعد إنهاء الملء الثاني للسد، دون التوصل لاتفاق مع كل من مصر والسودان.
آبي أحمد تسبب في دخول بلاده في أزمات داخلية وخارجية متعددة من شأنها أن تهدد بقاؤه في السلطة، لذا لجأ رئيس الوزراء الإثيوبي، عن طريق وزير خارجيته ديميكي ميكونين، إلى طلب المساعدة الجزائرية للتوسط في أزمتي إثيوبيا مع الدول العربية المتمثلتين في مفاوضات سد النهضة، والصراع الحدودي مع السودان، خلال لقاء نظيره الجزائري رمطان لعمامرة، في العاصمة أديس أبابا.
إثيوبيا تراوغ دائمًا
السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، قال إن التصريحات التي أطلقتها أديس أبابا مؤخرًا بشان رغبتها في العودة لمفاوضات سد النهضة الإثيوبي تحت إطار الاتحاد الإفريقي تهدف إلى المراوغة فقط.
اقرأ أيضا.. إثيوبيا على صفيح ساخن.. زحف قوات تيجراي وانسحاب جيش آبي أحمد وفرار الآلاف من أمهرا
وأضاف، في تصريحات لـ "القاهرة 24"، أن إثيوبيا تطلق تصريحات بشأن العودة للمفاوضات مرة أخرى لملء الفراغ الذي تشهده المفاوضات في الوقت الراهن، مردفًا أن ذلك يتضح من خلال عدم تعليق الجانب المصري على التصريحات الإثيوبية بشكل رسمي، سوى من خلال تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي.
أديس أبابا تواصل إضاعة الوقت
وأشار وزير الخارجية الأسبق إلى أنه لن تكون هناك مفاوضات حقيقية بشأن أزمة سد النهضة سوى بإعلان إثيوبيا مسبقًا التزامها بمبادئ المفاوضات مع دولتي المصب، معللًا ذلك بأن إثيوبيا تسعى إلى ملء الفراغ الذي تشهده ساحة المفاوضات في الوقت الراهن عقب انتهائها من الملء الثاني للسد، وأنه ليس من شأن تلك التصريحات أن تحظى بقبول من دولتي المصب.
واستطرد العرابي أن التصريحات الصادرة من وزارة الخارجية الإثيوبية تدل على أن أديس أبابا ترغب في الاستمرار بتطبيق طريقة المفاوضات السابقة وإضاعة الوقت.
الجزائر ووساطتها الإفريقية
وفيما يتعلق بإمكانية الوساطة الجزائرية في أزمة مفاوضات سد النهضة الإثيوبي والصراع الحدودي بين الخرطوم وأديس أبابا في منطقة الفشقة، أوضح العرابي، في تصريحاته لـ "القاهرة 24"، أنه لا يمكن للجزائر أن تلعب دور الوساطة في سد النهضة الإثيوبي، مبينًا ذلك بعدم امتلاك الجزائر الخبرة الكافية للوساطة في أزمات المياه.
اقرأ أيضا..إثيوبيا تعلن استعدادها لاستئناف مفاوضات سد النهضة برعاية الاتحاد الإفريقي
وفي ذات السياق علل أن الجزائر ليست من إحدى دول حوض النيل للعب دور الوساطة بين الدول الثلاثة، مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء الإثيوبي يعيش موقفًا داخليًا حرجًا، ويسعى إلى الحصول على طوق نجاة من قبل أي طرف عربي أو إفريقي للخروج من الأزمة الداخلية، موضحًا أن وجود أي من الدول للحديث عن سد النهضة أو المشكلات الإثيوبية الخارجية يمثل طوق نجاة لآبي أحمد للخروج من أزماته الداخلية.
الجزائر مخرج إثيوبيا عربيًا في إفريقيا
ومن جانبها تقول الدكتورة هبة البشبيشي، خبيرة الشؤون الإفريقية، إن رئيس الوزراء الإثيوبي لجأ إلى الجزائر لطلب وساطتها فيما يتعلق بالقضايا الحدودية بين الخرطوم وأديس أبابا، باعتبارها الدولة العربية الوحيدة في القارة الإفريقية التي يمكنها أن تلعب دور الوساطة بين إثيوبيا والسودان في الصراع الحدودي الدائر بينهما في منطقة الفشقة، خاصة أنه لا يمكن لأديس أبابا أن تطالب بالتدخل المصري، بسبب أزمة قضية سد النهضة الإثيوبي.
وأضافت البشبيشي، لـ "القاهرة 24"، أن رئيس الوزراء الإثيوبي لجأ إلى طلب الوساطة لإنهاء الصراع السوداني الإثيوبي على الحدود المشتركة في منقطة الفشقة، بسبب التطورات الداخلية التي تشهدها إثيوبيا، عقب تلقيها هزيمة عسكرية في إقليم تيجراي، مشيرة إلى أن الداخل الإثيوبي يشهد العديد من الانقسامات التي يمكن أن تتطور إلى انفصال بعض الأقاليم عن الحكومة الفيدرالية وإعلانها الاستقلال.
رسائل خفية من إثيوبيا
وفي سياق منفصل، قال جمال عنقر، المحلل السياسي السوداني، إن مطالبة أديس أبابا لوزير الخارجية الجزائري بتدخل بلاده في أزمة الحدود السودانية، يؤكد أن إثيوبيا تسعى إلى مقايضة مياه وكهرباء السد بأرض الفقشة.
وأضاف، لـ "القاهرة 24"، أن إثيوبيا تحدثت عن مفاوضات سد النهضة في ظل وجود الوزير الجزائري لرغبتها في إيصال رسائل إلى الدول العربية بالاستعانة بالدبلوماسية الجزائرية لإيصالها.