حفظ الآلاف كتاب الله.. كواليس وفاة الشيخ محمد حسن الفردي أثناء تلاوة القرآن بالشرقية (صور)
"حُسن الخاتمة".. عبارة ووصف يلتصق دائمًا برحيل أصحاب السير العطرة ومن يرحلون عن الدنيا في مشهد طيب، فهناك من يتوفى ساجدًا وهناك من يرحل وهو يعمل طيبًا، ومنهم الشيخ محمد حسن الفردي، قاريء القرآن ومُحفظه، والذي فارق الدنيا أثناء تلاوة سورة الرحمن في أحد سُرادقات العزاء بعزبة "الفردي" التابعة لمدينة القُرين بمحافظة الشرقية.
الراحل، وبحسب شهود عيان في سُرادق عزاء بالعزبة مسقط رأسه، كان يتلو سورة الرحمن، فيما كان مشهد الوداع حافلًا بالمثل والعبرة؛ إذ بدأ صوت الشيخ يخفت رويدًا رويدًا قبل أن يفارق الحياة بتلاوة الآية رقم 16، وكان ذلك عند قول الله تعالى: "خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (14) وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ (15) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (16)"، ليرحل "الفردي" فور تلاوة الآية 16 من سورة الرحمن المعروفة بـ "عروس القرآن الكريم".
الشيخ محمد حسن الفردي، فارق الحياة عن عمر ناهز التسعين عامًا، بعدما عاش حياته مُحبًا وقارئًا للقرآن الكريم، يُجيد القراءات السبع ويُحفظ الآلاف ممن يريدون حفظ كتاب الله تعالى، فيما تتلمذ على يديه مئات القراء من محافظة الشرقية.
وفارق الشيخ محمد حسن الفردي الحياة، بينما كان يتلو القرآن الكريم في عزاء بمسقط رأسه بعزبة "الفردي" التابعة لمدينة القُرين بمحافظة الشرقية، حيث فوجيء المُعزيِن به وقد توقف عن التلاوة، ليتبين أنه قد فارق الحياة.
واتشحت المدينة بالسواد حزنًا على الشيخ الراحل، والذي شُيعت جنازته من مسجد "الفردي" بالعزبة مسقط رأسه، فيما أحدثت وفاته حالة من الحزن الممزوج بضرب المثل عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ دلالة على حُسن الخاتمة ورحيله عن الدنيا وما فيها وهوّ يقرأ القرآن الكريم.