في شهوة التيه.. شعر سيد عبد الرازق
عُودِي
فكلُّ الليالِي الغيدِ تكتحلُ
والشمسُ ما أفَلَتْ
مِن أجلِ مَنْ أفَلُوا
ولا يزالُ اجتـراحُ البعدِ
"أنسنَةً" للانتظارِ
فقد ينمُو وينفَعِلُ
ولا تزال الصبايَا رهنَ معركةٍ
إذا تناوشَهُنَّ البوحُ والخجلُ
والريحُ...
ما الريحُ إلا زفرةُ امرأةٍ
باتتْ يقلِّبها التَّحنانُ والوجلُ
والسـحْـبُ
كرَّاسةٌ بيضاءُ
تحضِنها بنتٌ مراهقةٌ يلهُو بها الغزلُ
تمشـي وزوجَا حمامٍ فوق أضلعِها
لو مارسَا فتنةَ التحليقِ..
ما العملُ؟
وكلُّ شـيءٍ طبيعـيٌّ
عدايَ أنَا
تقاذفتْنِـي علـى أشواكِها السُّبُلُ
أمرُّ
لا عِطرَ لـِي
والرِّيحُ ساكِنَةٌ
جِرمٌ صغيرٌ
شقاءَ الكونِ يختَـزِلُ
أرنُو إلـى اليَمِّ
لا وجهٌ أطالِعُهُ
ففِي انعكاسـِي دجًـى
يقتاتُها المللُ
أنا بغيـرِكِ طفلٌ
كلُّ مرضِعَةٍ تذيقُهُ صدرَهَا حينًا وتعتـزِلُ
قلبـي مداراتُ نأْيٍ
كلَّمَا اقتربتْ مِن سدرَةِ القربِ
ضاعتْ في المدَى الرُّسُلُ
أعتابِيَ العاشقونَ النَّازفونَ رؤًى
ونافذاتي شـجـونٌ مسَّها أملُ
أُؤَوِّلُ الحلمَ
ينجو العالِقونَ معِـي مِن سـجـنِـهِم
وأنا في الحزنِ معتَقَلُ
باغَتِّنِـي
وأنَا كالدربِ منغرسٌ في شهوةِ التِّيهِ
أنأَى حينَما أَصِلُ
أعطيتِنـي سُكَّرَ الأحلامِ
ذُبْتُ فَمَا أبقَى انسيابُكِ كُنْهًا فـيَّ يمتَثِلُ
واستلقتِ الأمنِيَاتُ الفارهاتُ
علَـى شطوطِ قلبـيَ
يُطفِي شوقَهَا البَلَلُ
كلُّ القصائِدِ فـي عينيكِ مُدهِشَةٌ
وكلُّ مَا فِـي سوى عينيكِ مُنتَحَلُ
آمنتِ بِي
حينَمَا ضنُّوا علـى شفتِي بالأغنياتِ
وأغرَاهمْ بِيَ العَذَلُ
وكنتِ لِـي كَتِفًا
لمَّا ارتكنتُ إلـى زَندَيكِ
مِن بعدِ مَا أضنتنـيَ الحِيَلُ
فكيفَ أصلُبُ عودِي.. الرِّيحُ مقبِلَةٌ
فهل يضِنُّ علـى سُكَّانِهِ النُّـزُلُ؟
عودِي
فلم يبقَ لـي إلَّاكِ يا امرأةٌ
في ريقِها سلسبيلُ البوحِ يغتَسِلُ
حطِّي علـى الصَّدرِ
نامِي نومَ عاشِقَةٍ
لا تخـجلـي مِن شفاهِـي
إِنَّها قُبَلُ