مبدعون بالفطرة .. 4 مهندسين ينجحون في اختراع خوذة السلامة الذكية
رغم قلة الإمكانيات التي عانت منها كلية هندسة البترول والتعدين جامعة السويس طوال السنوات الماضية، والظروف التي تواجه الخريجين من قلة فرص العمل في مجال البترول، إلا أنه لا يوجد للطموح والنجاح حدود.
فلم يقتصر الإبداع على المهندس أحمد عنيبة الذي اخترع طائرة دون طيار، ووظفها في مجالات عديدة، أبرزها مجال الزراعة، وكرمه الرئيس السيسي في مؤتمر الشباب لعام 2018.
فبعد أن تمكن 4 مهندسين من محافظات مختلفة جمعتهم كلية هندسة البترول والتعدين، وهم ( أحمد أبو عبه، مصطفى كمال، أحمد حسين، عبد الله علام) من اختراع خوذة السلامة الذكية التي تحتوي على مجموعة من المميزات التي لا توجد في الخوذة التقليدية.
كانت مجرد فكرة عندما حكى لهم مهندس واحدة من أصعب المواقف التي يتعرض لها وهي وفاة العمال أثناء عملهم بسبب عدم توافر الحماية الكاملة لهم، وتفاقمت الفكرة وطرحت عليهم تساؤلات حول كيفية تفادي وقوع حوادث كهذه.
وخرج الاختراع من نطاق كونه مجرد فكرة إلى تطبيق فعلي على أرض الواقع، عند الإعلان عن مسابقة "make it " في مول النخيلي والتي تختص بالالكترونيات.
واستمر التدريب والمحاضرات التابعة للمسابقة قرابة 10 أشهر، وطوال هذه الفترة مروا بمراحل عديدة وفازوا في نهاية المسابقة بالمركز الثاني من بين 12 فريق من جامعات وكليات مختلفة.
وبدعم من الجامعة تبدأ مرحلة أخرى وهي مرحلة مشروع حاضنة باسم "startup reactor" لتنمية المشاريع الصغيرة، ليأتي دور الإبداع الذي مكنهم من الوصول لآخر مرحلة بعد مراحل تصفية ومنافسات عديدة، ليحصلوا على تمويل من البحث العلمي وعقد بين الفريق والجامعة.
وإذا كنت تتساءل حول هذا الاختراع فهي ليست كغيرها من الخوذ التقليدية ولكن الـ smart safety helmet تستخدم لتحديد المواقع واكتشاف الغازات ومراقبة الوضع الصحي للعمال بجانب ارتفاع درجات الحرارة ومعدل نبض القلب بالإضافة إلى ارتفاع الضغط ويمكن للخوذة من خلال مستشعر H2S أن تفيد الشركات التي تتعامل مع انبعاثات كبريتيد الهيدروجين لأن هذا الغاز قاتل ومن المهم اكتشافه واتخاذ الإجراءات اللازمة.
بالإضافة إلى إمكانية التحكم فيها من خلال تطبيق يمكن مراقبة كل من يستخدمها بسهولة وتوفير استجابة سريعة في أي حالة طارئة.
ولا يقتصر استخدامها في مجال معين ولكن يتوافق المشروع في أي مجال من مجالات الصناعة، ولكن الإصدار الأول يعتمد على العاملين في قطاع النفط والبترول.