بعد جرائم القتل الزوجي.. ما هي وصية الزواج في المسيحية؟
يعد سر الزيجة في المسيحية (الزواج) مقدس، حيث يكون الزواج في المسيحية مرة واحدة فقط، ويكون الشخصين المقبلين على الزواج، تحت رعاية الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية مختارين بعضهما بعض دون إجبار إحداهما على الآخر.
ويتم الزواج في المسيحية عن طريق صلاة الإكليل، وهي صلاة تمارس داخل الكنيسة في يوم إتمام الزواج، ولا تخلو التعاليم المسيحية والكتاب المقدس؛ من إجبار الزوجين على احترام بعضهما البعض، حيث تتلو الكنيسة وصية لكل من الزوجين؛ تفيد باحترام الزوجين والمعاملة الحسنة بين بعضهما.
وفي أثناء صلاة الإكليل، يتلو الأب الكاهن وصية لكل من الزوجين كل واحد بمفردة وتسمى "وصية الكنيسة للزوجين".
و منها وصية العريس الذي يتلوها الكاهن عليه وهي على النحو التالي:
يجب عليك أن تتسلم زوجتك بنية خالصة ونفس طاهرة، وقلب سليم وتجتهد، فيما يعود لصالحها، وتكون حنونا عليها، وتسرع إلي ما يُسر قلبها، ومتى قبلت ما أوصيت به أخذ الرب بيدك، وأوسع في رزقك، ويرزقك أولادا مباركين يقر الله بهم عينيك ويمنحك العمر الطويل والعيش الرغد ويحسن لك العاقبة في الدنيا والآخرة".
أما عن وصية العروسة الذي يتلوها عليها الكاهن أثناء صلاة الإكليل: "يجب عليك أن تكرميه وتهابيه ولا تخالفي رأيه بل زيدي في طاعته على ما أوصى به أضعافًا، ويجب عليك أن تقابليه بالبشاشة والترحاب ولا تضجري في وجهه ولا تضيعي شيئًا من حقوقه عليك وتتقى الله في سائر أمورك معه؛ لأن الله أوصاك بالخضوع له وأمرك بطاعته بعد والديك، فإذا سمعت ما أوصيناك به أخذ الرب بيدك ووسع في رزقك وحلت البركات في منزلك
ورزقك أولادا مباركين يقر الله بهم عينيك."
ففي المسيحية تعتبر علاقة ومحبة العريس للعروس، هي على مثال حب الله للكنيسة.
وزفاف العروس للعريس، هو على نمط العُرس السماوي وطاعتها كعروس لعريسها، هي على مثال طاعة الكنيسة للسيد المسيح
ومؤخرًا، أوصت لجنة الأسرة بالمجمع المقدس للكنيسة القبطية بإضافة ما يسمى بتعهد العروسين على صلاة الأكليل الأرثوذكسية، حيث كشف الانبا دانيال سكرتير المجمع المقدس عن تلقى هذا الاقتراح من أحد الأشخاص، وتمت الموافقة عليه في المجمع المقدس بالإجماع على أن تدخله الكنيسة في حيز التنفيذ بعد الاستماع إلى مقترحات الآباء الكهنة والشعب القبطي.
وينص التعهد الجديد على:
في بداية الأكليل: "أتعهد أمام الله رب الأرباب وراعى الرعاة، وأمام ملائكته وقديسيه، وأمام آباء الكنيسة والحاضرين جميعا أن نحيا حياة زوجية مسيحية، كما يحق لإنجيل المسيح وأن يحرص كل منا على خلاص نفس الأخر وأن يكون بيتنا بيت صلاة وبيت طهارة وبيت بركة عملا بقول الكتاب المقدس أما أنا وبيتي فنعبد الرب.
ونتعهد بأن أثبت على الإيمان الأرثوذكسى إلى النفس الأخير، وأن احترم قوانين الكنيسة المقدسة وأحافظ على تقاليدها وطقوسها وتعاليمها.
كما نتعهد بأن يبذل كل منا نفسه في سبيل إسعاد الأخر وأن يسلك كل منا تجاه الأخر بالمحبة والأمانة والتسامح والصدق وطول الأناة وأن يحتمل كل منا ضعفات الأخر، وأن نهرب بكل حكمة من فساد هذا العالم.
نتعهد أن لا تكون الماديات سببًا في الاختلاف بيننا بأي صورة، وأن يتعامل كل منا بحب وحكمة تجاه أسرة الأخر.
ونتعهد أن نربى أولادنا تربية مسيحية، وأن نكون قدوة لهم في الأعمال الصالحة، حتى نكون جميعا قديسين بلا لوم أمام الله.
وأشار سكرتير المجمع المقدس، إلى أن التعهد يساعد على تذكير العروسين بأسس الحياة الزوجية المسيحية السليمة، ويأتي على غرار التعهد الذى يقرأه الكاهن والراهب والأسقف عند رسامته.
