مبادرة لسد النهضة.. نكشف أسباب زيارة وزير خارجية الجزائر لمصر والسودان وإثيوبيا (خاص)
كشفت مصادر دبلوماسية، تفاصيل مبادرة جزائرية لتقريب وجهات النظر بين دول مصر والسودان وإثيوبيا حول سد النهضة، الذي يُبنى على النيل الأزرق.
وقالت المصادر لـ "القاهرة 24"، إن زيارة وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة إلى مصر اليوم السبت، تأتي بعد زيارته لدولتي السودان وإثيوبيا خلال الأيام الماضية، موضحة أن هذه الزيارات تستهدف مناقشة أزمة سد النهضة ومحاولة تقريب وجهات النظر بين الدول الثلاث.
وأوضحت أن وزير الخارجية الجزائري يتمتع بخبرة طويلة ومعرفة بالقضايا الإفريقية، حيث إنه كان مفوضا للشئون السياسية والأمن والسلم في الاتحاد الإفريقي، وساهم بشكل كبير في إطار جهود الجزائر في حل أزمة النزاع بين إثيوبيا وإريتريا التي استمرت سنوات طويلة.
ولفتت المصادر إلى أن نجاح جهود دولة الجزائر أو غيرها من المبادرات، مرتبط بوجود إرادة سياسية لدى إثيوبيا، مضيفة "نحن نصطدم بتعنت إثيوبي وعدم توافر إرادة سياسية لحل نزاع بشكل متوازن، يلبي مصالح دول المصب، ويلبي اعتبارات المصلحة والتنمية في إثيوبيا".
وشددت على أن هذا التعنت الإثيوبي هو العائق الأساسي الذي يُعيق عملية التفاوضات لمدة 10 أعوام، موضحة أن “إثيوبيا ترفض أي وساطة لحل الأزمة، فمن قبل رفضت الوساطة الأمريكية وكذلك لم تعتد بنتائج لجنة الخبراء الأولى في 2014، ورفضت استكمال أعمال المكتب الاستشاري الفرنسي، ولم تمكن الاتحاد الإفريقي من النجاح في مهتمه أثناء رئاسة دولة جنوب إفريقيا”.
وأكدت المصادر الدبلوماسية، أن السبب وراء ذلك هو عدم توافر إرادة سياسية وعدم الاستعداد لعقد اتفاق فيما يتعلق بملء وتشغيل سد النهضة.
ويستقبل سامح شكري، وزير الخارجية، مساء اليوم السبت، رمطان لعمامرة، وزير الشئون الخارجية الجزائرية والجالية الوطنية بالخارج، وذلك لعقد جلسة مباحثات بقصر التحرير، وذلك بعد زيارته لدولتي إثيوبيا والسودان الأيام الماضية.
وبحثت مريم الصادق المهدي، وزيرة الخارجية السودانية اليوم، مع نظيرها الجزائري رمطان لعمامرة، وزير الشؤون الخارجية الجزائرية والجالية الوطنية بالخارج علاقات التعاون بين البلدين وقضية سد النهضة والملف الليبي، اليوم بمكتبها، حيث رحبت الوزيرة بوزير الخارجية الجزائري، وقدمت شرحًا مفصلًا حول تطورات الوضع في أزمة سد النهضة.
وأشارت الوزيرة السودانية إلى أن الخرطوم تسعى للوصول إلى حل دبلوماسي لأزمة سد النهضة، مشددة على موقف السودان الثابت الذي يتمثل في ضرورة الاتفاق القانوني الملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة.
من جانبه أكد وزير الشؤون الخارجية الجزائرية والجالية الوطنية بالخارج متانة العلاقات الثنائية بين البلدين، والتنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية، مشيرًا إلى أن الجزائر تسعى إلى معالجة أزمة سد النهضة بالدفع الإيجابي، لتوفر الإرادة والثقة لدى الأطراف لفتح آفاق للتفاوض.