لماذا أخفى الله عن عباده مصيرهم وموعد الموت؟.. خطيب بـ"الأوقاف" يجيب
جميعنا نخشى الموت، مهما وصل بنا الحال للالتزام ولكن دائمًا ما يوجد خوف من الموعد، وبالرغم من ذلك فان الموت هو الحقيقة الوحيدة الثابتة في حياتنا، فلا مفر منه، ولذلك يتساءل الكثير من الناس “لماذا لا يعرف أحد متى يأتي مصيره، حتى يكون جاهزًا دينيًا لاستقباله”.
قال الشيخ محمود الأبيدي، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، إن الله خلق كل شيء وله حكمة فيه ولا يجوز على عقل الإنسان أن يتجاوز هذا التفكير، ولكن إذا علم المسلم مصيرة سيهمل في العبادة وفي طاعة المولى عز وجل، موضحًا أن المرء يكون لديه رغبة ملحة في رغبتى للممنوع.
وتابع الأبيدي، في تصريحات خاصة لـ "القاهرة 24"، أن الإنسان إذا علم مصيره وموعد موته، سيفني وقت كبير من حياته في التسلية، ويأتي قبل ميعاد موته بفترة ليعود إلى وعيه ودينه، مؤكدًا أن الدين ليس لعبه تتركها وقتما تشاء وتعود إليها ما تشاء، وفي هذه الحالة ستعتبر العبادة بها نوع من الرياء، إنما العبادة الخالصة هي من قوله تعالى: “قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ”.
وأضاف إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، أن الله سبحانه وتعالى قد بلغ نبيه الكريم: "قل لا يعلم الغيب إلا الله"، فلا يجوز أن نشترك مع المولى عز وجل في علمه أو في الأمور التي تسير عليها الشئون الكونية، والعقل البشري أضعف بكثير من أن يتأمل في ذلك الأمر مهما وصل ذكاؤه، وهذا شأنه مصلحة البشرية كلها، مستشهدًا بقوله تعالى: “وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ”.