"الرجل الشَّحيح لا يُعاشر".. أستاذة عقيدة وفلسفة إسلامية توضح حكم الدين في الزوج البخيل
الزواج خطوة يجب التحري والمصداقية لاتخاذها، وعلى أساسها ستبنى حياة نعيشها مرة واحدة فقط، فلا مجال للخطأ أو التجربة فيها، وفي هذه الخطوة دائمًا ما يسعى الآباء إلى تأمين حياة بناتهم واختيار الأفضل لهم.
وقد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” و"تويتر"، سؤالًا يشغل تفكيرهم: “هل الحب كافٍ لاستمرار الزواج بشكل ناجح والماديات ليس لها قيمة في حالة وجود الحب؟”.
آمنة نصير: البخيل في ماله شحيح في عواطفه
قالت الدكتورة آمنة نصير، أستاذة العقيدة والفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر وعضو مجلس نواب، إنه إذا كان الشاب المقبل للزواج يحمل الكثير من مشاعر الحب للفتاة المقدم لها، ولكنه مفلس وخالٍ من المقومات لبناء بيت، فإن هذه الشحنة العاطفية لن تستمر، مؤكدة أن واقع الحياة في البيت مع الفقر سيحطمها ويمحيها ولن يبقى أي مجال للمحبة.
وتابعت نصير، في تصريحات خاصة لـ "القاهرة 24"، أنه لا بد للعاطفة أن يساندها مقومات صناعة الحياة، التي تشتمل على مقومات مادية وأدبية وأسرية وعائلية، فإذا تزوجت الفتاة من الرجل لمجرد العاطفة دون أي مقومات لبناء بيت مستقر، فبالتأكيد أن هذا البيت سيقع بمجرد انتهاء شحنة العاطفة التي يمتلكها القلب، لأن القلب سمي بهذا الاسم، نظرًا لتقلبه.
وأضافت أستاذة العقيدة والفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر وعضو مجلس نواب، أن المشاعر تبنى بشكل سليم وواضح بعد الزواج، وطاقة الحب التي تكون قبل الزواج، تصاب بالوهن والضعف، موضحة أن العواطف التي تختزن للزواج يكون لها الديمومة أكثر من العكس.
وأوضحت الدكتورة آمنة نصير، المقاييس التي على أساسها توافق الفتاة على الزواج، أولًا القدرة المالية التي من خلالها يستطيع الرجل إعانة البيت، وثانيًا أن يكون إنسان معطاء، فالرجل الشحيح والبخيل لا يعاشر، لأن البخيل في ماله شحيح في عواطفه، والرجل الذي لديه هذا الشح في جيبة وفي قلبة لا يعاشر.
وأكدت أن البخل مرض يصيب القلب، والرجل الشحيح لا يؤمن ومع الوقت سيزداد شحه، لافتة إلى أن الزواج الذي يبدأ بتنازلات عن الإمكانيات المادية، فإن هذه العلاقة ستصاب بالبرود وستزول العشرة والمحبة وسينتهي الشوق.