بعد 7 سنوات في كلية الهندسة.. قصة نجاح "ولاء فرغلي" داخل ورش ميكانيكا السيارات
لم تولي اهتمامًا لرأي الناس وما يفرضه المجتمع من عادات وتقاليد تحد المرأة عن تحقيق أحلامها، بل سارت على خُطى واثقة واضعة هدفًا تسعى من خلاله إلى تغيير الصورة النمطية عن المرأة المصرية، حتى تخرجت في كلية الهندسة قسم ميكانيكا، لتبدأ عملها مهندسة داخل ورش تصليح السيارات وفي مجال يحتكر أغلبه الرجال.
تنازلت ولاء فرغلي عن حلمها في الالتحاق بكلية الفنون الجميلة وحبها للفن والرسم، تحقيقًا لرغبة والدها الذي كان يطمح في أن تصبح ابنته مهندسة، لتلتحق بالثانوية الصناعية قسم الإلكترونيات لمدة ثلاث سنوات، وبعدها بسنتين داخل المعهد الفني الصناعي بالمطرية ثم التحقت بكلية الهندسة، التي ما لبست أن فكرت في التحويل في كلية أخرى بعد الالتحاق بها بسبب ما واجهته من صعوبات وضغوط دراسية كبيرة، أدت إلى رسوبها عامين وتخرجها في الكلية بتقدير عام "مقبول".
تقول ولاء خلال حديثها لـ "القاهرة 24"، إنها لم تكن تطمح في الالتحاق بقسم ميكانيكا السيارات ولا أي قسم آخر من أقسام الكلية لأن “الهندسة” لم تكن هدفها من البداية، مضيفة أنها حتى لم تهتم بملء بيانتها في ورقة الرغبات التي يدونها طلاب السنة الأولى من كلية هندسة لتحديد الأقسام التي يريدون الالتحاق بها، قائلة:" أنا ماملتش ورقة الرغبات من كتر ما كان مش في دماغي قسم معين"، ولكنها في نهاية الأمر وبالرغم من صعوبة الدراسة لم تُقدم على التحويل إلى كلية أخرى، لأنها شعرت بأن هذا الأمر سيكون ما هو إلا إهدار لوقتها وسنين حياتها الدراسية.
بالرغم من كل الصعوبات التي واجهتها ولاء خلال دراستها في كلية الهندسة، حالفها الحظ منذ خطواتها الأولى التي اتخذتها في حياتها العملية، حيث التحقت على الفور بعد التخرج في ورشة في إحدى مراكز خدمة السيارات غير المعتمدة، وهو ما يعتبر فرصة عظيمة لفتاة وذلك بسبب ما تجده خريجات هذا القسم في مصر من صعوبات للعمل داخل ورش تصليح السيارات، علاوة على تفضيل أصحاب المراكز على تعيين الفتيات في قسم الاستقبال، وهذا ما ساعدها فيما بعد، على إيجاد فرص عمل أكثر في مراكز خدمة سيارات أكبر.
تضيف ولاء لـ "القاهرة 24"، أنها منذ تخرجها في العام 2017، عملت في ورشتين داخل مراكز خدمة مختلفة حتى أصبحت في الوقت الحالي في قسم الاستقبال، مشيرة إلى أن طبيعة العمل داخل الورش تبدأ بتلقي شكوى العميل ثم فحص السيارة وتصليح الأعطال التي تكون بها، وذلك بمساعدة الفني الذي يقوم بكل هذا بعد تلقيه التعليمات منها، مردفة أنها في بعض الأحيان كانت تفعل هذه الخطوات بنفسها.
خلال فترات عملها داخل الورش صادفت ولاء العديد من العملاء الذين استنكروا فكرة عمل فتاة في مكان مثل هذا، حيث وصلت درجة الاستنكار في بعض الأحيان للحد الذي رفض به بعض العملاء أن يتم فحص سياراتهم وتصليح الأعطال الموجودة بها من قبل فتاة.
على الجانب الآخر تقول ولاء في حديثها لـ "القاهرة 24"، إنها التقت عملاء أعربوا لها عن فخرهم بها ودعمهم لها.
"مش واحدة اللي هتشغلني".. جملة ظلت ولاء تسمعها يوميًا من قبل الفني المساعد لها أثناء فترة عملها داخل إحدى ورش تصليح السيارات، مصاحبها رفضًا منه في بعض الأحيان لتنفيذ تعليماتها بسبب عدم اقناعه بأنها مهندسة ذات كفاءة كونها فتاة، ما كان يدفعها لبذل الكثير من الجهد لإثبات عكس ذلك له، لم تتوقف الأمور التي كانت تُزعج ولاء خلال عملها داخل الورش وجعلتها تفكر في تقديم استقالتها من المكان عند هذا الأمر، بل عانت من المضايقات التي تتعرض لها الكثير من الفتيات بجانب الشائعات التي كانت تلاحقها من قبل زملائها في العمل.
واختتمت ولاء حديثها لـ "القاهرة 24"، بأنها تطمح في إنشاء مركز الخدمة الخاص بها والذي يشمل على جزء خاص بتدريب الفتيات لتأهيلهم لسوق العمل ومحاولة مساعدتهم لإيجاد فرص عمل بسهولة في هذا المجال في مجتمعنا، لافتة إلى أنها لذلك تحضر العديد من الـ "كورسات" وتُجري الكثير من مقابلات العمل لتحديد نقاط ضعفها من خلال تلك المقابلات والعمل عليها، بالإضافة إلى قراءة كتب في مجال التنمية البشرية وكيفية التعامل مع الآخرين، كما أنها تطمح إلى أن تبدأ في مجال التدريب وأنت تصبح مدربة، لما تتمتع به من مهارات من الممكن أن تساعدها في ذلك، على حد قولها.