صيد أسماك الزريعة.. كارثة بيئية تهدد التنوع البيولوجي في بحيرة البرلس
أطنان من الأسماك الصغيرة تفرش على الشاطئ تعرف بأسماك الزريعة، هو مشهد اعتاد عليه أهالي بحيرة البرلس بكفر الشيخ، وبالتحديد قرية برج البرلس، ولا مسؤول يحرك ساكنًا، تنذر بكارثة بيئية كبيرة وتهديد صريح للتنوع البيولوجي، حيث القضاء على الكثير من الأنواع، برغم جهود الدولة لزيادة الإنتاج.
مافيا أسماك الزريعة تسيطر على المشهد في البحيرة، حيث يستخرج بعض الأشخاص أعداد ضخمة من الأسماك الصغيرة لتجفيفها وبيعها لمصانع الأعلاف واستخدامها في صناعتها.
تفاصيل القصة
يروي بدر طاهر أحد سكان قرية البرلس، تفاصيل الكارثة لـ "القاهرة 24"، مؤكدا أن الواقعة يقودها بعض الصيادين الذي يستعملون شباك صيد كبيرة وضيقة الثقوب وهو أمر مخالف للقانون، إذ يتم اصطياد الأسماك كبيرة الحجم وكذلك الصغيرة.
وقال إن المشهد دائم التكرار ولا يتحرك أي مسؤول للحفاظ على التنوع البيولوجي للبحيرة التي تأثرت كثيرًا بسبب الصيد الجائر الذي يمارسه "مافيا الزريعة" للاستفادة المالية.
ويؤكد بدر أن أسعار الأسماك في البرلس شهدت ارتفاعًا كبيرًا؛ نتيجة لقلة الإنتاج، علاوة على التلوث الذي أصبح سيد الموقف في بحيرة البرلس بسبب الإهمال.
شكاوى كثيرة من أهالي قرية برج البرلس ومن الصيادين الذين تضرروا من حملات الصيد الجائر لأسماك الزريعة، إذ لا تسمح هذه العمليات لتنمو الأسماك وتتكاثر، لكن لا حياة لمن تنادي وفقًا لرواية الشاب "بدر".
أما عن شرطة المسطحات المائية يؤكد بدر طاهر وهو أحد أهالي القرية، أنها لا تتخذ أي إجراءات صارمة تردع المخالفين، حملات تفتيشية فقط على فترات متباعدة وعلى استحياء، لكن دون جدوى.
محاولة على استحياء.. وكارثة بيئية أخرى
من جانبه، تحرك المسؤولون بمجلس مدينة بلطيم بعد شكاوى عديدة من الأهالي، حيث عكفوا على إزالة آثار ملايين أسماك الزريعة النافقة.
وخلال تحركهم ارتكبوا كارثة بيئية جديدة، إذ كان الحرق هو وسيلتهم الوحيدة للتخلص من الأسماك التي غطت الشاطئ، حيث تلوث الهواء وانبعاث الغازات نتيجة الحرق المكشوف.
ليست مهمتنا
وقالت ريهام طلعت، المتحدثة الإعلامية للهيئة العامة للثروة السمكية، إن شرطة المسطحات المائية هي الجهة المسؤولة عن التفتيش والرقابة على هذه العمليات، وهي من تضبط المخالفين وتتخذ إجرائتها ضدهم.
وأكدت ريهام في تصريحات خاصة لـ "القاهرة 24"، أن الصيد الجائر وتحديدًا لأسماك الزريعة هي مشكلة كبيرة ليس فقط في بحيرة البرلس وإنما تواجهها أغلب بحيرات مصر.
وأشارت إلى أن دور هيئة الثروة السمكية هو التواصل مع جهات الرقابة مثل شرطة المسطحات المائية لتفعيل الرقابة على عمليات الصيد الجائر ومخالفات الصيادين.