معركة أجنادين.. كيف سحقت 5 جيوش إسلامية جيش الروم؟
تحل اليوم ذكرى انتصار جيش المسلمين بقيادة خالد بن الوليد على جيش الروم في معركة أجنادين، وذلك في 31 يوليو عام 634، وقد وقعت تلك المعركة بالقرب من الرملة بفلسطين، وكانت تلك المعركة في عهد الخليفة أبو بكر الصديق.
وقعت المعركة كرد فعل بسبب هزيمة جيش المسلمين في واقعة مرج الصفر، فرأى أبو بكر أن يبادر برد هجوم الروم حتى لا يقررون محاربة المسلمين، وتهديد أمن الدولة.
جهز أبو بكر أربعة جيوش، أحدهم بقيادة عمرو بن العاص يذهب إلى فلسطين مع 7 آلاف، والآخر بقيادة أبو عبيدة بن الجراح يذهب لحمص مع 7 آلاف، والثالث يزيد بن سفيان إلى دمشق مع 9 آلاف، والرابع شرحبيل، يذهب إلى بصرى مع 7 آلاف، وعند اجتماعهم تكون القيادة لـ أبو عبيدة.
انطلقت الجيوش كل في طريقه، ونشبت عدة مناورات خفيفة مع الروم، حتى علم المسلمين بأن الروم يعدون جيش ضخم لمواجهة المسلمون، فأرسلوا للخليفة يطلبون المدد، فقرر أن يرسل لخالد بن الوليد، يطالبه بالتحرك ومعه نصف قواته التي معه في العراق، وأعطاه لواء القيادة، وبالفعل تحرك ابن الوليد إلى مكان تمركز المسلمين ومعه جيشه.
وصل ابن الوليد بعد رحلة استمرت 18 يومًا حتى وصل في مايو 634، وجمع الجيش وحاصر بصرى، وشدد عليهم حصاره حتى طالبوا بدفع الجزية وإنهاء الحصار، وخل ابن الوليد مع جيشه فاتحًا لبصرى، لتبدأ من هنا التجهيزات للمعركة الكبرى.
بعد تلك المعركة انتبه هرقل لتقدم المسلمين في الشام وعزمهم على إسقاط دولته هناك، فجهز جيشه الضخم لملقاة المسلمين، فأرسل جيش مكون من 70 ألف مقاتل، وجيش المسلمين بلغ 30 ألفا، قسمهم ابن الوليد لأربعة ميمنة وميسرة ووسط ومؤخرة.
بدأت المعركة بهجوم الروم على ميمنة الجيش، ثم على ميسرته، واتخذ المسلمين موقف المدافعين في أول الأمر، حتى ظن بهم الروم ضعف، فإذا بابن الوليد يأمر جنده بالقتال، ليخرج عليهم المسلمين بشكل عنيف وفدائي، ليتشتت جمع جيش الروم، ويدب الخوف فيهم، وتنتهي المعركة بهزيمة كبيرة للروم، راح فيها آلاف القتلى، ونصر جديد يضاف للمسلمين ويقوي عزيمتهم، ووقعت تلك المعركة قبل اليرموك بعامين، وتعد أولى الانتصارات الكبرى على الروم.
