الأخطل الصغير.. لم يكتب الشعر لمدة 30 عامًا وغنت له فيروز
تحل اليوم ذكرى وفاة الشاعر اللبناني الكبير بشارة الخوري الملقب بـ "الأخطل الصغير"، والذي توفي في 31 يوليو من عام 1968، وهو من أشهر الشعراء في العصر الحديث، ومن أجودهم، ولقب بالأخطل نسبة للشاعر الأموي الكبير "الأخطل" الذي يعد أحد أضلاع ثلاثة في مثلث الشعر الأموي، وهم جرير والفرزدق والأخطل، لقب بذلك لجزالة شعره ولغته، حتى صار البعض ينادي به كأميرًا للشعراء من بعد شوقي، ويعد من أكثر من غُنت قصائده في التاريخ الحديث، فغنى له أهم وأشهر مطربي ومطربات العصر.
التقى محمد عبد الوهاب في قصر محمد علي العابد رئيس الجمهورية السورية، وذلك بعد حفل اجتمع فيه مع أمير الشعراء أحمد شوقي، وألقى فيه إحدى قصائده، وكان وقتها قد نظم قصيدة "الهوى والشباب" في أربعة أبيات فقط، فأعجبت محمد عبد الوهاب، فأرسل له أنه يريد أن يغني القصيدة، وطلب منه أن يزيد في أبياتها حتى يستطيع غنائها، ووافق بشارة الخوري، ونظم بقية القصيدة لتخرج لنا الأغنية الشهيرة "الهوى والشباب" ومنذ ذلك الوقت وأخذت علاقة الخوري وعبد الوهاب تتنامى، وغنى له عبد الوهاب بعد ذلك العديد من القصائد.
كتب الأخطل الصغير أشهر الأغنيات التي صدرت في عصره، والتي علقت مع الجمهور العربي، بسبب سلاسة أبياته، ورقة ألفاظه، لكن على الرغم من شهرته وانتشار اسمه، وكلماته في كل مكان، إلا أنه ظل قرابة الثلاثون عامًا لم يكتب فيها الشعر، أرجع البعض بأن شغف كتابة الشعر قد انقطع عنه، وظل متفرغًا للجلوس مع أسرته وأحباءه حتى وفاته.
غنت له جارة القمر "فيروز" وصاحبة الصوت الملائكي "أسمهان"، وموسيقار الأجيال "محمد عبد الوهاب" و"وديع الصافي" و"فريد الأطرش"، والعديد غيرهم، ومن أهم ما غنى له "جفنه علّم الغزل" الأغنية الشهيرة التي لحنها عبد الوهاب واشتهرت بصوته، وغنتها فيروز، وأغنية "يبكِ ويضحك" التي غنتها فيروز، و"بلغوها إذا أتيتم حماها" التي ما زالت تغنى إلى الآن، ومن أشهر من غنوها أديب الدايخ، ولطفي بشناق، وغنت له أسمهان "اسقنيها" وغنى له الأطرش "أضنيتني بالهجر"، والعديد غير تلك الأغنيات، والتي ما زالت تسمع إلى الآن.
