ذكرى تأمين طريق القوافل بدومة الجندل.. لماذا بدأ المسلمون بالإغارة على قوافل المشركين؟
تمر اليوم 31 يوليو من العام 629 ذكرى خروج الرسول صلى الله عليه وسلم، على رأس جنوده، لتأمين طريق دومة الجندل، بعدما علم أن الكفار تجمعوا هناك لقطع الطريق على قوافل المسلمين لنهبهم، والتجهيز للإغارة على المدينة، وكان المسلمون قد أغاروا من قبل على قوافل الكفار، والاستيلاء عليها، فلماذا بدأوا بهذا؟
واجه المسلمون منذ بداية الدعوة الكثير من الاضطهاد، والأذى، والنهب، والتنمر، حتى ضيق عليهم مشركو مكة كل السبل والطرق، مما دفعهم للخروج من مكة تاركين خلفهم أموالهم، وبيوتهم، وكل ما يملكون، في سبيل قناعتهم بأنهم على دين الحق.
آلت كل تلك الأملاك المتروكة في النهاية إلى كفار قريش، الذين أخذو ما ليس لهم فيه أي حق، وبعدما وصل المسلمون إلى المدينة، واستتبت لهم الأمور، كان واجبا عليهم الرد على المشركين، لأخذ حقهم المنهوب، واسترجاع ما سلب منهم، بمثل الطرق التي عملوا بها، فلا سبيل لاسترجاع المنهوب إلا بتلك الطريقة.
فكانت أولى الغارات، في غزوة ودان، وقد خرج فيها الرسول صلى الله عليه وسلم على رأس رجاله، وكانت أولى غزوات المسلمين، ولحقتها غزوة بواط، والتي سلك فيها المشركون طريقًا آخر بعد علمهم بانتظار المسلمين لهم، وكانت لتلك الغزوتين رسائلهما المهمة بأن المسلمين لن يتركوا أموالهم للمشركين، وأنهم قادرون على تهديد قريش عسكريًا واقتصاديًا، وأيضًا عقدت عدة معاهدات أهمها معاهدة بين الرسول وبين بني ضمرة وبني مدلج.
