تعرف على "الأمير الصغير" لـ أنطوان دو سانت
رحل أنطوان دو سانت، الكاتب الفرنسي، عن عالمنا في مثل هذا اليوم 31 يونيو 1944، تاركًا خلفه أعمال أدبية للكبار والصغار، تعلمهم القيم الأخلاقية التي كان يحاول أن يحللها من خلال كتاباته، ومن أعماله الروائية "أرض الرجال" الذي كتبها في 1939 وبعدها بسنتين كتب "طيار الحرب"، ومن أبرز أعماله "الأمير الصغير" التي تعد من أشهر قصص أدب الأطفال في العالم.
قصة "الأمير الصغير"
استهل الكاتب أنطوان قصته بإهداء إلى شخص يدعى ليون فيرث، وقال في الإهداء: "أقدم اعتذاري للأطفال لأني أهديت هذا الكتاب لأحد من الكبار.
لكن لي عذري الجاد في هذا: ألا وهو أن هذا الشخص من الكبار هو أفضل صديق لي في هذا العالم.
ولي عذر آخر: أن هذا الشخص من الكبار بوسعه أن يتفهم كل شيء، بما فيه كتب الأطفال.
ولي عذر ثالث: أن هذا الشخص من الكبار يسكن في فرنسا حيث يعاني من الجوع والبرد.
وهو بحاجة لمن يواسيه.
ولكن، إن لم تكفي كل هذه الأعذار، فإني أرغب تقديم هذا الكتاب لهذا الطفل الذي كان يومًا ذاك الإنسان الكبير.
لأن كل الكبار كانوا ذات يوم أطفالًا. (وإن كان القلائل منهم يتذكر هذا).
لذلك أصحح إهدائي الذي أقدمه:
إلى ليون فيرث حين كان طفلًا صغيرًا."
تأتي قصة الأمير الصغير في 28 فصلًا، وترجمها للعربية المترجم يوسف غصوب، كان هدف أنطوان الأساسي من القصة تعزيز القيم والأخلاق، ورغبةً منه في التعبير عن الأطفال؛ لأن الكبار لا يفهمون أفكار الصغار، وأحلامهم وكذلك لغتهم، فأن منطق الصغار يختلف جذريًا عن منطق هؤلاء الكبار، وهذا ما كان يعاني منه بطل القصة "اكسوبري"، الذي رسم صورة لحيّة بوا تبتلع فيلا، استوحاها من قراءاته لكتاب عن الغابة البدائية، ولكن الكبار لم يروها سوى قبعة، وهذا سببله إحباط جعله يترك الرسم، ويتجه بعد ذلك باختيار مهنة قيادة الطائرات، ولم يكن ذلك القرار نابع سوى من رغبته في تحدي العالم.
أثناء قيادة اكسوبري للطيارة تعطلت طائرته بالصحراء، ليجد نفسه فى أحداث القصة مع الأمير الصغير الذي كان يفهمه ويفهم روسوماته على عكس الكبار، وكذلك كان اكسوبري يستمع للأمير بإنصات وفهم شديد، وكأن كلاهما كان يحتاج للآخر.