في ذكرى ميلاده.. تعرف على الكاتب هرمان ملفيل
تحل اليوم ذكرى ميلاد واحد من أبرز الروائيين في أمريكا، الكاتب هرمان ملفيل، الذي ولد في مدينة نيويورك 1 أغسطس 1819.
لم يعش ملفيل طفولة جيدة سوية؛ فقد كان الجو العائلي من حوله مضطرب ومازاد الوضع سوءًا وفاة والده في 1932 ومن بعد وفاته زاد جفاء والدته وسوء معاملتها؛ لم يستطع ملفيل أن يبقى في هذا الوضع فترك المنزل وسكن مع أحد أقاربه.
كان ملفيل يحب البحر كثيرًا، وعمل فيه الكثير من المهن، ففي عام 1841 انضم إلى طاقم الاكوشنت المقلعة نحو البحار الجنوبية، إلا أن المعاملة لم تكن جيدة بل كانت معاملة وحشية، لذلك قام ملفيل بالهرب هو وصديقه من السفينة بمجرد رسوها ميناء ماركيساس، إلا أن القدر لم يكن في صالحه فبمجرد هروبه من قسوة أصحاب السفينة وقع أسير لدى قبيلة من آكلة لحوم البشر وهي قبيلة بوليزية وظل أسير لهم لمدة أربعة أشهر حتى استطاع أن يهرب عن طريق سفينة أسترالية لصيد الحيتان. في عام 1843 خدم ملفيل في البحرية الأمريكية، ولكن بعد عام واحد تم تسريحه من الخدمة.
مسيرته الأدبية
يُعد ملفيل من الكتاب الذين يصعب إعطاء نمط قصصي معين لأعماله، فأدبه ينتقل من الرومانسية إلى الفلسفة، فأعماله هي إبداعات أدبية عالية المستوى؛ تمزج بين الحقيقة والخيال والمغامرة والرمزية البارعة. كان ملفيل يكتب عن تجاربه بطريقة جذابة جعلته أحد أكثر الكُتاب شعبية في زمانه، فقد وقد أضفى على مغامراته خيالًا خصبًا وشكلًا فلسفيًا جذابًا.
أول كتاب ألفه ملفيل هو كتاب تايبي الذي انتهى من كتابته في 1845، وقام شقيقة بالبحث له عن ناشرًا لينشر كتابه وبالفعل عثر على واحد في لندن، وأصبح كتاب تايبي أكثر الكتب مبيعًا وهذا لم يخطر على بال ملفيل،وبالرغم من إنه كان سعيدًا بذلك النجاح إلا أنه كان مرتبكًا من تعظيم الجمهور له، وأخذت كتاباته تتوالى بعد ذلك وكانت تحقق نجاح ساحق، وعند نشره لكتاب "موبي ديك" لاقت إعجاب وقبول شديد من الجمهور وفاقت مبيعاته مبيعات أي كتاب آخر وأصبح أبرز أعمال ملفيل، إلا إنه واجه هجوم كبير وانتقاد شديد عند نشره لعمله كتاب "بيير" الذي كان يحتوي على الكثير من عناصر الغموض الذي لم يتقبلها الجمهور، فشنت ذا نيويورك داي بوك هجومًا قاسيًا عليه تحت عنوان "المجنون هرمان ملفيل".
كما كتب ملفيل الشعر، فبعد الحرب الأهلية الأمريكية نشر كتابه المعارك وجوانب الحرب، وهي مجموعة من 72 قصيدة تعبر عما حدث في تلك الحرب. توفى ملفيل في 28 سبتمبر 1891 عن عمر يناهز 72 سنة، وحاء في شهادة الوفاة أن سبب الوفاة هو توسع في العضلة القلبية.