سراديب ومقابر كهنة وعشاق.. هنا منطقة آثار تونا الجبل بالمنيا (صور)
"سراديب، مقابر كهنة وعشاق، وموميات، واستراحة لعميد الأدب العربي"، آثار تحويها منطقة تونا الجبل بمركز ملوي، جنوبي محافظة المنيا.
وقال مصدر في آثار ملوي -رفض ذكر اسمه- أن أهم وأشهر ما تضمه "تونة الجبل" هي السراديب، موضحا أنها مجموعة ضخمة من الممرات المنقورة في الصخر، يصل طولها لنحو 3 كيلومترات في جميع الاتجاهات.
وأوضح المصدر، أن "السراديب"، كانت مُخصصة لدفن مومياوات لطائر "أبو منجل" المقدس لدى سكان المنطقة قبل آلاف السنين، وكذلك القردة بعد تحنيطها، حيث كان الطائر والقرد يرمزان للمعبود "جحوتي"، المُلقب برسول العلم والحكمة عند الفراعنة.
وتضم "تونة الجبل" مقبرة واحدة من أشهر العشاق بالتاريخ، وهي مقبرة الفتاة "إيزادورا"، التي عاشت تقريبًا في القرن الثاني قبل الميلاد، وتوفيت غرقا وهي تعبر نهر النيل للقاء حبيبها، ورثاها والدها بمرثية شعرية كُتبت باليونانية، وسُجِّلت على جدران المقبرة.
وأوضح المصدر، أن المنطقة تضم أيضًا مقبرة أسرة الكاهن "پيتوزيريس"، وهي مقبرة فريدة في عمارتها وجمالها، تصميمها يماثل عمارة المعابد المصرية في الدولة الحديثة، وفنونها جمعت بين الفنين المصري واليوناني، بالإضافة إلى مقبرة أحد كهنة چحوتي، ويدعى "عنخ حور"، والذي كان يشرف على تقديم القرابين ودفن المومياوات.
وتضم المنطقة أيضًا، أضخم خزان مياه مكتشف من مصر القديمة وهو "الساقية الرومانية"، وهو خزان مياه شُيد تحت سطح الأرض بالطوب الأحمر، على شكل بئر أسطواني يصل عمقه إلى نحو 40 مترًا، أنشئ لتخزين المياه الضرورية لاستخدام العاملين في الجبانة والزوار، ولمتطلبات التحنيط والقرابين والطقوس الجنائزية.
كما تضم، استراحة الدكتور طه حسين، عميد الأدب العربي، والتي حرص على بنائها في مكان يجمع بين الغموض والهدوء، فقد استقر على موقعها بناء على معلومات عن قيمتها التاريخية ووصف الدكتور سامي جبره، أحد أشهر علماء الآثار المصرية، وهو "عديل" الأديب طه حسين.