"هنعمرها حتى لو كانت ركام".. شابان يصممان "تمثال عروس بيروت" من بقايا انفجار المرفأ
تحيي لبنان الأربعاء المقبل ذكرى انفجار مرفأ بيروت، والذي راح ضحيته نحو 200 شخص، وحقق تدميرًا هائلًا للعاصمة، وكان ذلك بتاريخ أغسطس، ومن بقايا الرُكام والزجاج المكسور الناجم عن التفجير، أبدع الأخوين هاني وحبيب التبشراني في صنع تمثالًا بعنوان "عروس بيروت".
قال المهندس هاني التبشراني صانع تمثال "عروس بيروت"، إنه لم يستوحي فكرة التمثال من الطبيعة، ولكن فكرته تتلخص في" طفح الكيل"، على حد تعبيره.
وأوضح أنه صنع التمثال بمساعدة أخيه، ليعبر عن البنت اللبنانية القوية، التي تأبى ألا أن تنتفض من تحت الردميات، على رغم الجراح التي تمزق جسدها جراء الزجاج المكسور.
فقاما الأخوين بجمع حطام بيروت والزجاج المكسور والحديد لينتجوا تمثالًا يُخلد ذكرى انفجار المرفأ.
وأكمل هاني، أنه يوجد على رأسها تاجًا من حبيبات الزجاج يُكلل رأسها وكأنه إكليل من الشوك، لافتًا: "برغم كل شيء عم تتعرض له فهي صامدة داعسة على كل شيء دمرها".
وتابع: "برغم التفجير والتكسير يا للي صار فيها لسه وجهها جميل وحلو".
وذكر هاني، أن بأخر أحجار التمثال يوجد ما يُدعى بجدران الموت، وهو الذي يشمل أسماء ضحايا انفجار مرفأ بيروت، والذين يبلغ عددهم الـ 200 فرد.
واستطرد حديثه قائلًا إنه برغم قدوم الذكرى السنوية لانفجار المرفأ، إلا أن تلك الجرمية تركت في نفوسهم ألمًا وحشيًا يحاولن دائمًا نسيانه.
وأكد التبشراني أن الرسالة المُراد توصيلها للعالم هي أن لبنان صامدة، متابعًا: "هنعمر بيروت حتى لو كانت رُكام، وراح نضل نذكر العالم بالانفجار من أحجار التمثال".
فيما أوضح حبيب التبشراني أن يوم الانفجار سمعا صوت رهيب على الرغم من كونهم ساكنين بمكان يبعد نحو 30 دقيقة عن بيروت، والذي نتج عنه دمار نحو 70 % من بيروت.
وأضاف أن الحطام والزجاج المتناثر كان كبير وبيروت أصبحت على الأرض، وذلك وسط صراخ اللبنانيين الذين أصبحوا بلا بيوت طالبين المساعدة والإنقاذ.
"شوفنا مناظر بشعة لا يمكن أن نصفها"، هكذا عبر التبشراني عن رؤيته لمشهد الانفجار الذي قرر أن يخلق منه تمثالًا، يظل معبرًا عنه حتى بعد تعمير بيروت.
وأردف قائلًا أن الهدف الأخر من تمثال عروس بيروت هو التذكر الدائم لضحايا المرفأ وإنارة الناجين لهم الشموع وهم يعرفون مدى العذاب والألم الذي مروا به.