أصابه عدم الاتزان ودُفن دون مراسم.. الأيام الأخيرة في حياة محمد علي باشا
تحل اليوم ذكرى وفاة والي مصر، ومؤسس الدولة الحديثة، "محمد علي باشا" الذي توفي يوم 2 أغسطس عام 1849، بعدما ساهم طيلة حياته في تقدم وازدهار البلاد زراعيًا وعسكريًا وتعليميًا، وأنشأ أول جيش نظامي من المصريين، فيما أدخل زراعة القطن إلى مصر وجعل منها دخلا قوميا للبلاد، وأنشأ مطبعة بولاق التي أثرت في الثقافة المصرية تأثيرًا عظيم، وأرسل البعثات إلى الخارج لنقل العلوم الحديثة لمصر.
أصاب الوالي محمد علي في سنواته الأخيرة أمراض الشيخوخة، حيث لم يعد قادرًا على حكم البلاد، حاولوا أن يجعلوه بحال أفضل، فنقلوه إلى جزيرة ملطا، لكنه لم يستجب للعلاج ورأى الأطباء أن عقل الوالي لم يعد متزنا كما كان، خاصة عندما كان يريد أن يذهب بجيشه لإنقاذ ملك فرنسا من الثورة التي قامت عليه.
عادوا به إلى القاهرة، وتم تعيين إبراهيم باشا ولده كنائب له، لكنه كان على أرض الواقع الحاكم الفعلي، لأن الوالي لم يعد يستطيع اتخاذ أي قرار، وظل مقيمًا في غرفته، مريضًا تنتابه نوبات تجعله يحدث نفسه، لكنه كان رغم ذلك محافظا على هيبته أمام رجاله، فكانوا يخافون نظراته مثلما كانوا يخافونها من قبل، وكان أنيقًا كما اعتاد أن يحسن اختيار لباسه وهندامه.
توفى إبراهيم باشا قبل محمد علي، وحزن عليه الباشا كثيرًا، وخلفه عباس حلمي الأول، والذي عده البعض أسوأ من حكم مصر من أسرة محمد علي، لأنه أغلق المدارس وحارب التقدم الذي أحدثه محمد علي، وفي أغسطس من نفس عام تولي عباس حلمي الحكم، توفى محمد علي في الإسكندرية، وتم نقل جثمانه إلى القلعة، ويقال إن عباس حلمي أمر بألا تُطلق أي طلقة من المدفعية، أو يقام موكب رسمي للدفن.