ذاكرة الأمثال (19).. "رَاحِتْ مِنِ الْغُزِّ هَارْبَهْ قَابْلُوهَا الْمَغَارْبَهْ"
الأمثال ليست مجرد كلام يقال لمجرد القول أو اللهو وفقط، بل هي ذاكرة تمثل عادات الشعوب ومعتقداتهم وما يؤمنون به، ومضارب الأمثال كثيرة ومتنوعة، كما أن الأمثال تكون أحيانا دلالة على الحياة الاجتماعية والطبقة التي ينتمي إليها قائلوها، ومن هذه الأمثال: "رَاحِتْ مِنِ الْغُزِّ هَارْبَهْ قَابْلُوهَا الْمَغَارْبَهْ".
يفسر أحمد شفيق باشا المثل في كتابه “الأمثال العامية” بأن الغز "بضم الأول": الترك، وكانت جنود مصر منهم، والمغاربة وهم صنف من الجند المسترزق كانوا يُسْتَأْجَرُونَ من النازلين بمصر من أهل المغرب من الزمن القديم إلى عصر عزيز مصر محمد علي الكبير؛ أي: استطاعت هذه المرأة الهَرَبَ من الغزِّ وتخلصت من أذاهم وعدوانهم، فأوقعها الجدُّ العاثر في المغاربة، وهم لا يقلون عن أولئك في الشر.
يُضرَب المثل لمن يتخلص من شرٍّ فيقع في مثله، وفي معناه من الأمثال العامية القديمة التي أوردها الموسوي في نزهة الجليس قولهم: "شرد من الموت وقع في حضرموت".