تأثر بابن عربي وأسقطوا جنسية العراق عنه.. تعرف على الشاعر عبد الوهاب البياتي
رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 3 أغسطس من العام 1999، رائد الشعر الحر "عبد الوهّاب البياتي"، وهو أحد رواد المدرسة الحديثة في الشعر العربي، ومن أوائل من اتجهوا لهذا اللون مع بدر شاكر السياب ونازك الملائكة وصلاح عبد الصبور.
ولد البياتي في بغداد عام 1926، تحصل على شهادة اللغة العربية وآدابها، عمل مدرسًا لبعض الوقت قبل أن يتجه للعمل الصحفي 1954، وذلك في مجلة الثقافة الجديدة، لكنها أغلقت بعد فترة، كما فصل من عمله بسبب آرائه السياسية.
اعتقلته السلطات بسبب موقفه السياسي، مما اضطره للسفر إلى الخارج، فذهب إلى بيروت، وسوريا، ثم إلى القاهرة، قبل أن تسقط عنه الجنسية العراقية عام 1963، فعاد إلى القاهرة 1964 ومكث فيها إلى 1970، ثم سافر إلى إسبانيا وظل فيها إلى 1980.
عمل بعض الوقت محاضرًا في جامعة موسكو الحكومية، في روسيا، في الفترة بين 1960 إلى 1964، كما زار معظم بلدان أوروبا الشرقية، والغربية.
أثرت تجربة المنفى على الشاعر على المستوى الإنساني والفني، كما تأثر بالفكر الصوفي الفلسفي، خاصة فكر ابن عربي والحلاج والمعري، واحتوت معظم أعماله في تلك الفترة على فكر صوفي، ومنها دواوينه: "قصائد حب على بوابات العالم السبع" و"كتاب البحر" و"سيرة ذاتية لسارق النار" و"قمر شيراز"، وجاءت إحدى قصائد ديوانه قصائد حب على بوابات العالم السبع، قصيدة بعنوان: عين الشمس أو تحولات محيي الدين بن عربي في ترجمان الأشواق، ويقول فيها:
"كل دار في الضحى أندبه، فدارها أعني
توحد الواحد في الكل
والظل في الظل
وولد العالم من بعدي ومن قبلي"
قضى آخر سنوات حياته في دمشق، وذلك بعد دعوة من الرئيس السوري حافظ الأسد، وأوصى أن يكون قبره إلى جوار قبر ابن عربي، وتوفي في 3 أغسطس عام 1999.