"المصاريف قطمت وسطي".. أم محمد تُنفق على 5 أبناء من الفطير الصعيدي رغم إعاقتها (صور وفيديو)
رزق الله "أم محمد" بـ5 من الأبناء في مراحل تعليمية مختلفة، أكبرهم في الصف الثالث الإعدادي وأصغرهم الثاني الابتدائي، وجميعهم يحصل على درجات جيدة في الدراسة، ويتطلعون إلي دخول كليات الطب والهندسة.
"أم محمد" ولدت في محافظة أسيوط وتزوجت من ابن عمها علاء عبد المقصود، وجاءت إلي محافظة بورسعيد قبل أكثر من 10 سنوات بسبب العادات والتقاليد الصعيدية التي تمنع الزوجة من مساعدة زوجها والعمل للكسب والإنفاق علي الأبناء.
تعمل "أم محمد" طوال الليل علي عجن وفرد وتسوية الفطير، وتقوم منذ الصباح الباكر لإدخاله الفرن، وتقوم كذلك بالذهاب به إلي المصالح الحكومية والنقابات والمحكمة لبيعه وكسب قوت يومها و5 من أبنائها.
تعود السيدة بعد رحلة بيع الفطير إلي منزلها وفي طريقها تقوم بشراء طعام لأبنائها من حصيلة البيع، وتحاول تعويض الخامات التي استخدمتها، لتتمكن من عمل فطير جديد لتكمل مصاريف المنزل، لتبدأ الرحلة من جديد مع فجر اليوم التالي.
بدأت "سيدة الفطير" رحلتها في مساعدة زوجها منذ قدومهما إلي محافظة بورسعيد، وعاشت في أكثر من وحدة سكنية بالإيجار في أماكن مختلفة، حتى استقرت في منطقة القابوطي مقابل 1500 جنيه شهريًا.
تصنع "أم محمد" الفطير من السمن الصعيدي وتبدع في صناعته حتي أن من يشتري منها يقوم بالإعلان لها، ودعوة الأخرين للشراء، نتيجة الطعم المتميز الذي يحصل عليه، وتقوم صفحات ومجموعات علي الفيس بوك بدعم السيدة.
أجري "القاهرة 24" بثًا مباشرًا، اليوم الثلاثاء، مع السيدة أم محمد التي تقيم في منطقة القابوطي الشعبية بنطاق حي الضواحي ببورسعيد، وتكافح من أجل حياة كريمة لأبنائها.
تقول "أم محمد"، إنها من يوم 15 من كل شهر تبدأ رحلة البحث عن إيجار الوحدة السكنية، والذي يبلغ 1500 جنيه، وتضيف "أكثر حاجة صعبة عليا وقاطمة وسطي هيا الإيجار، وساعات ما بنلقيش اللقمة علشان نجمعه" .
ويلتقط "علاء عبد المقصود" زوج السيدة أطراف الحوار، قائلًا "بخرج من بيتي على الله بعد الفجر، أسعى على أكل عيالي ومراتي، ربنا رزقنا بيها واقفة جنبي ونفسنا نشوف عيالنا في أحسن حال ومتعلمين وكويسين"، مشيرًا إلى أنه يعمل باليومية عند بائع أدوات كهربائية، قائلًا "واللي عاوز شوية عفش بطلعهم ولو تكسير أو نظافة لحد ما بقولش لاء".
رحلة البحث عن حياة كريمة والتي يعيشها أم محمد وزوجها لم تُبعد السيدة عن أبنائها، فهي حريصة علي الحديث واللعب معهم، وتدفعهم دائمًا للقراءة والتعلم، وكذلك تدفعهم لحفظ كتاب الله والعمل بما جاء به.
تقول "أم محمد" أنها تحصل علي معاش تكافل وكرامة بقيمة 470 جنيهًا، وفي هذا اليوم تقوم باطعام أطفالها "سمك" كنوع من أنواع الترفيه، إلا أنها في باقي الشهر لا تستطيع شراء اللحوم والدواجن والأسماك، قائلة "أي لقمة بناكلها ونقول الحمد لله".
واستكملت سيدة الفطير: “أنا عندي إعاقة في رجلي وكنت محتاجة عملية، ومفروض الوقوف عليها خطر، لكن أنا واقفة طول النهار والليل علشان أخدم عيالي ونعيش حياة كريمة”.
وتبيع السيدة الفطيرة بقيمة 50 جنيهًا تكفي لأسرة كاملة، وتتحمل مصاريف إطعام 5 أبناء، والإنفاق علي دراستهم ودروسهم، وكذلك دفع الإيجار والكهرباء والمياه، وتقول "المصاريف خلاص قطمت وسطي".
وناشدت "أم محمد" الرئيس السيسي بتوفير وحدة سكنية يتمكنون من العيش فيها، ويوفرون الـ1500 جنيه شهريًا لشراء خامات لصناعة الفطير، ويستطيعون العيش في أمان، وكذلك يحققون أحلام أبنائهم.
