قبر استثنائي وجثة مفقودة.. كواليس دفن شاب أثناء التنقيب عن الآثار بالشرقية (صور)
لم يكُن يدري "رامي عيد" الشاب صاحب الخمسة وثلاثين عامًا، ابن قرية "اليوسيفية" التابعة لمركز دكرنس بمحافظة الدقهلية، أن حلمه بالثراء سيكون سرابًا يحصد في طريقه حياته، ويأتي بالحزن لكل من يُحب، بل يُزيد على ذلك بألا يجعل له قبرًا يزوره محبوه من يومٍ لآخر بعد وفاته؛ إذ دفع حياته ثمنًا لاشتراكه مع شخصٍ آخر في التنقيب عن الآثار أسفل منزل الأخير بقرية "جزيرة مطاوع" التابعة لدائرة مركز شرطة أولاد صقر بمحافظة الشرقية.
في طرفة عينٍ تحول "رامي" من شاب بسيط يعمل سائقًا لمركبة بثلاث عجلات "توك توك" إلى أيقونة يبحث جميع محبوه خلالها عن حقه وجثته؛ بعدما انهالت عليه حفرة داخل منزل أثناء التنقيب عن الآثار، والتي حفلت برواية غريبة بعض الشيء على لسان أحد المُقربين من الشاب المفقود، والذي أفاد بأن صاحب المنزل المُشار إليه أخبرهم أن "رامي" وبعد حفر وتنقيب، هبط الحفرة لجلب قطعتين أثريتين، لكن الحفرة انهالت عليه فجأة فور عودته لهم بالقطعتين، وهوّ ما لم يقتنع به أحدًا ممن سمع الرواية من أقارب وأصدقاء الشاب المفقود.
رحل الشاب الثلاثني عن الحياة تاركًا ثلاثة أطفال، أكبرهم في الثالثة من عمره، وأصغرهم رضيع بالكاد أتم شهره الرابع في الدنيا، فيما تداول عدد من أصدقاء رامي وأقاربه بمحافظة الدقهلية "هاشتاج" يبحثون من خلاله عن حق فقيدهم، والذي بات لا يُعرف لجثته مكانًا، وأصبح مكان التنقيب هو قبره الاستثنائي.
وفي وقتٍ سابق، أصدرت نيابة أولاد صقر العامة، برئاسة المستشار محمد عوض، رئيس النيابة، وإشراف المستشار حلمي عطا الله، المحامي العام لنيابات شمال الشرقية، قرارًا صرحت خلاله باعتبار المكان الذي لقيّ فيه الشاب "رامي عيد" سائق توك توك، مصرعه، إثر انهيار حفره عليه أثناء التنقيب عن الآثار أسفل منزل بقرية "جزيرة مطاوع" التابعة لدائرة مركز شرطة أولاد صقر، هوّ مكان دفنه؛ وذلك لتعذر استخراج الجثة.
وأفادت المعاينة الأولية وجهود رجال شرطة الإنقاذ، بأنه حال مواصلة جهود البحث عن الجثمان سيؤدي ذلك للمزيد من انهيار الجدران، في إشارة إلى أن المزيد من الحفر سيؤدي إلى انهيار المنزل وتأثر المنازل المجاورة.