رغيف الخبز من نصف قرش إلى 5.. رحلة 42 عامًًا من تطور الأسعار
على مدى 33 عامًا لم تشهد أسعار رغيف الخبز المدعم أي زيادة، فتشير البيانات المتاحة إلى أن أسعار الخبز ظلت عند نصف قرش حتى منتصف عام 1980، ثم تقرر زيادتها إلى قرش واحد خلال هذا العام، بينما بعد 4 أعوام وتحديدًا في عام 1984، قررت الحكومة رفع سعر الخبز إلى قرشين، واستقر سعره عند هذا المستوي حتى عام 1988، حينما تقرر زيادة سعره إلى 5 قروش.
وتستعد الحكومة لرفع أسعار الخبز خلال الأيام المقبلة مع حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي عن ضرورة رفع أسعاره في إطار تمويل خطط الإصلاح التي تنتهجها الدولة المصرية وعدم تناسب السعر الحالي لرغيف الخبز المدعم مع خطط التطوير الضخمة.
البيانات الرسمية وفق الموازنة العامة وبيانات وزارة التموين تشير إلى زيادة نصيب الفرد من الخبز البلدي المدعم 28.6%، ليصل إلى 3.6 رغيف يوميًّا في عام 2020، بدلًا من 2.8 رغيف يوميًّا عام 2019.
وبلغت مخصصات السلع التموينية ورغيف الخبز في موازنة 2020 - 2021 نحو 84.5 مليار جنيه، بينما ترصد الموازنة العامة 2021-2022 نحو 87.5 مليار جنيه؛ منها نحو 50.6 مليار جنيه موجهة لرغيف الخبز؟
ويبلغ عدد المستفيدين من البطاقات التموينية لصرف الخبز 71.9 مليون مواطن من خلال 21.5 مليون بطاقة تموينية.
بداية الدعم
تعود بداية تقديم الدعم إلى فترة الحرب العالمية الثانية عام 1941 قامت الحكومة بتطبيق أول برنامج لدعم جميع المواطنين كإجراء مؤقت؛ لتخفف الآثار السلبية للحرب. تكلفت الدولة مليون جنيه آنذاك، وقد تم إلغاء الدعم الحكومي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية واستقرار الأوضاع التجارية والاقتصادية عالميًّا.
رحلة تطبيقه من جديد
11 عامًا مرت بعد ذلك دون دعم إلى أن قررت الحكومة في عام 1952 تطبيق سياسات جديدة من شأنها تقديم دعم مباشر مثل دعم السلع الغذائية، وقدمت الحكومة الدعم غير المباشر للهيئات الحكومية لسد العجز بها، مثل السكك الحديدية وهيئات النقل العام والشركات الحكومية، مثل الكهرباء والماء وغيرها، هذا بالإضافة إلى الدعم الضمني الذي شمل دعم التعليم والصحة والمحروقات والإسكان وغيرها.
بداية استخدام البطاقات التموينية
بدأ العمل باستخدام البطاقات التموينية لتوفير بعض السلع الرئيسية غير المتوافرة بعد حرب 1967 نتيجة نقص بعض السلع من جراء الحرب، وكانت تلك البطاقات تقوم بتوفير الدقيق والسكر والصابون والكيروسين والأرز وزيت الطعام وبعض المنتجات القماشية.
واستمر الحال كما هو عليه في السبعينيات، وتمت إضافة بعض السلع التموينية مثل البقوليات وبعض المجمدات مثل الدجاج واللحوم، مع الإبقاء على دعم المواصلات والكهرباء والمحروقات لتصل قيمة الدعم المباشر عام 1970 إلى نحو 20 مليون جنيه، ومن ذلك التاريخ لم يقترب مسؤول حكومي من خريطة دعم الخبز حتى تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس.