مر عام والجاني مازالا مجهولا.. عقبات وتعطيل متعمد يسيطران على تحقيقات انفجار مرفأ لبنان
الرابع من أغسطس 2020، يوم لا ينساه اللبنانيون بشكل عام، توقف معه الزمن بالنسبة للكثيرين من سكان العاصمة بيروت، إذ وصفه البعض باليوم المرعب، فيما وصفه البعض الآخر بيوم موت لبنان، فلا يزال يعيش اللبنانيون صدمته، ويحيي أهالي الضحايا ذكراهم اليوم.
انفجار مرفأ بيروت الذي لا زال شاهدا على تدمير مدينة، لم يحدث به تقدم في سير التحقيقات للوصول إلى جناة يمكن محاسبتهم على أكثر من 200 قتيل و6500 مصاب، وتدمير العشرات من المنازل، وسط تسريبات بين الحين والآخر بوجود إهمال وفساد تسبب بالمأساة.
تحقيق انفجار مرفأ بيروت الذي تناوب عليه محققان آخرهم المحقق العدلي طارق بيطار، الذي أشار إلى عزمه طلب استجواب رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، إلى جانب عدد من الوزراء السابقين ومسؤولين أمنيين وعسكريين.
وخلف انفجار مرفأ بيروت أزمة سياسية واقتصادية طاحنة تقض مضاجع اللبنانيين، وتهدد مستقبلهم أحداث على المستوى السياسي والاقتصادي، إذ وصل سعر ربطة الخبز في لبنان إلى أكثر من 4250 ليرة لبنانية، نتيجة انهيار سعر صرف الليرة أمام الدولار وارتفاع تكلفة الإنتاج.
وسياسيًا لم تستطع بيروت تشكيل حكومة منذ انفجار المرفأ في أغسطس الماضي، لتستمر حكومة تصريف الأعمال بقيادة حسان دياب في ممارسة مهامها عقب عام من إقالتها، قبل أن يتم تكليف سعد الحريري بتشكيل الحكومة اللبنانية إلا أنه اعتذر في يوليو الماضي عن التشكيل، لعدم قدرته على التوافق مع الرئيس ميشال عون، بشأن تشكيل الحكومة، ليتم تكليف نجيب ميقاتي بتشكيل الحكومة اللبنانية.
دفن التحقيق في مرفأ بيروت
قال أسعد بشارة، المحلل السياسي اللبناني، إن عدد من القادة السياسيين في لبنان إلى جانب حزب الله، يريدون القضاء على التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، مشيرًا إلى أنه بعد رفضهم التحقيق الدولي وإحالة التحقيق إلى مجلس العدل اللبناني، كثفوا من ضغوطهم السابقة لتنحيته عن التحقيق.
وأضاف بشارة لـ "القاهرة 24"، أن لبنان أمام محاولة لوقف التحقيق نهائيا في المرفأ، لذلك سنشهد خلال الأيام المقبلة، قبيل إصدار القرار الاتهامي بشأن المرفأ، محاولات مكثفة لعرقلة التحقيق، من قبل حزب الله.
وأشار بشارة إلى أن الوضع الاقتصادي في لبنان يزداد تفاقمًا، قائلا: “لبنان يبدو كأنه دولة مفككة وفاشلة، ويقترب من نهايته وفي حال الوصول للنهاية لن يكون هناك قيادة سياسيين أو حكومة قادرة على إنهاء الأزمة وإخراج البلاد من أزمتها الحالية”.
حزب الله وانفجار مرفأ بيروت
وفي ذات السياق، قال حسان قطب، مدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات السياسية، إن حزب الله كان يستخدم مرفأ بيروت لحصول على أسلحته القادمة من الخارج، تمهيدًا لإيصالها إلى سوريا.
وأضاف لـ "القاهرة 24"، أن القضاء كان ممنوعا من معرفة تفاصيل “من المتسبب في استمرار وجود نترات الأمنيوم داخل المرفأ”، قائلا: "إضاعة الوقت سياسة إيرانية يسير على خطاها حزب الله".
لا تحقيق دون رفع الحصانة
وفي ذات السياق، قال غسان حسباني، نائب رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، إنه لن يتم الوصول إلى نتائج بشأن تحقيق انفجار مرفأ بيروت دون رفع الحصانات لأعضاء مجلس النواب، ليتمكن المحقق من توجيه الاتهامات بشأن المرفأ.
وأضاف لـ "القاهرة 24"، أنه يوجد من يريد عرقلة التحقيقات ويتخفى وراء حصانات لبعض النواب والمسؤولين لمنع استكمال تحقيقات انفجار المرفأ.
