في ذكرى انفجار مرفأ بيروت.. مذيعة لبنانية تروي تفاصيل عودتها من الموت إلى الحياة
في تمام الساعة 6 والـ10 دقائق بتوقيت لبنان، في يوم 4 أغسطس عام 2020، حدثت الفاجعة التي هزت عروش العالم أجمع، حيث انفجار "مرفأ بيروت"، الذي راح ضحيته نحو 200 شخص وأصيب 6500 مواطن.
تواصل "القاهرة 24" مع هلا توفيق حداد، المذيعة بالإذاعة الأرمنية، ومنسق للبرنامج العربي باللغة العربية، لتروي تفاصيل إصابتها بالبالغة وعودتها من الموت إلى الحياة مجددًا.
وأوضحت حداد أن منزلها يبعد عن مكان الانفجار بنحو 256 مترًا، لذا كانت إصابتها كبيرة هي وعائلتها، مؤكدة: “وصلت إلى البيت الساعة 6 مساءً، ووالدتي كانت تتابع حريق المرفأ من الشرفة، في ذلك التوقيت كان والدي مقعد من كبار السن، دخلت عليه وأغلقت الباب والشبابيك حتى لا يصل إليه الحريق".
وأضافت: “في هذه اللحظة حدثت عاصفة قوية للغاية، حملتني من مكاني إلى أكثر من 2 متر، وسمعنا صوتا ضخما مثل الصاروخ، وفي غمضة عين كل شيء بالمنزل صار يقع علينا، لاقيت كل شيء حوليا دم ومدمر، حتى أبي المقعد أُصيب، وكنت مفكراه قصف إسرائيلي استهدف بيتنا”.
وتابعت: “في هذا الوقت كنتُ أعاني من ضيق شديد في التنفس، وتأكدتُ حينها من موتي الحتمي، حتى ذهبت والدتي إلى الجيران”، مستغيثة قائلة: "يا جيران ألحقونا بنموت، حتى ردت عليها جارتنا مؤكدة إصابتهم مع عدم وصول إلى مسعفين إليهم".
واستكملت حداد: "حاولتُ الاتصال بالصليب الأحمر، ولكن كانت جميع الاتصالات قد انقطعت الاتصالات، في هذه اللحظة قررت الذهاب إلى الصليب الأحمر لمساعدة عائلتي".
وأكدت حداد أنه عند نزولها من المنزل وجدت كل شيء مدمرًا تمامًا، قائلة: "لبنان ما كان فيها ألوان.. أسود ورمادي فقط"، مشيرة إلى مدى صعوبة سيرها للوصول إلى مستشفى، حتى كانت بصحبتها المساعدة الإثيوبية المصابة أيضًا، متابعة:" الحي بأكلمه أصبح دمار، لا تستطيع أي سيارة العبور فيه".
وقالت: "وصلتُ إلى مستشفى الروم بصعوبة كبيرة، إلا أنها كانت مدمرة بالكامل، وهنا أجلسوني الشباب المتطوعين على كرسي، حتى يأخذوني على مستشفى أخرى".
وأشارت حداد إلى أنه بعد مرور وقت كبير، وصلت ابنة شقيقتها بالسيارة في مكان بعيد عن آثار الانفجار، وعند ذهابه إليها وجدت إصابة بالغة بالظهر، ما أخفض نسبة الأكسجين بجسدها كثيرًا".
وأضافت: "فضلت أصلي إلى الله أنه يساعدني أصل على المستشفى، حتى وصلتُ إلى مستشفى خارج بيروت، وبالفعل دخلتُ على الطوارئ سريعًا، ووضعوني على جهاز الأكسجين".
واستكملت: "بعد إجراء الفحوصات، أظهرت إصابتي بثقب في الرئة وجروح كثيرة إلى جانب قطع في عصب اليد، مؤكدة أنه خلال إسعافها تم إنقاذ عائلتها، إلا أن والدتها أُصيبت بفقدان في توزان الأذن، نتيجة قوة صوت الانفجار، مشيرة: "أول ما دخلت المشفى كانت مثل المسلخ البشري، وكأنه بركان دم بعد الانفجار، ومكثتُ بالمستشفى 5 أيام، وكان من المفترض أن أجري عملية، لكنني رفضتُ".
ولم يكن الانفجار معاناة الحداد الوحيد بل أُصيبت بفيروس كورونا المستجد، بعد شهر من تعافيها من إصابة الحادث، وذلك بعد عودتها للإذاعة، وانقضاء الحلقة الأولى لها، موضحة: "كان ممكن أموت أكثر من مرة، بس الله بيدياني أعيش لأكمل رسالتي".
وقالت حداد: "بعد مرور سنة على تفجير بيروت ما اتغير أي شيء إلا إزالة الدمار، ما حدا قدر يغير لبنان، لأن الأنانية لا تزال موجودة، لكن لبنان المجروح لا يزال ينزف، كل فترة بننجرح لكن المرة دي كان جرح غير".