تعرف على تاريخ جامع الفولي بالمنيا ولماذا أمر الخديو إسماعيل بتشييده (صور)
تشتهر محافظة المنيا، بالعديد من المزارات الدينية، الإسلامية منها أو المسيحية، ولعل أبرزها، مسجد الفولي والذي تشتهر به المنيا، ويقصده عشرات الآلاف سنويًا من جميع المحافظات؛ للتبرك به.
"مدد يا سيدي الفولي يا صاحب النفحة"، جملة هي الأشهر تسمعها، عندما تطأ قدميك المسجد الكبير الذي يسكنه داخل "ضريح الشيخ"، وسط إطلاق البخور والأناشيد الدينية والمديح.
بدأت قصة الضريح والمسجد قبل نحو 360 عاما من الآن وتحديدا عام 1086 هجريا، بعد أن توفيّ صاحب الضريح وهو علي بن محمد بن علي، والشهير بسيدي أحمد الفولي، عن عمر ناهز الـ85 عاما، بدأت حياته يوم 27 من شهر رجب عام 990 هجريا، وجاء إلى مصر قادما من اليمن، وعاش في المنيا نحو 57 عاما، اشتهر خلالها بالتصوف والتبحر في العلوم الشرعية.
واحترف بيع الفول وتزوج من أهل المنيا وعرف بالمدينة بـ "أبي أحمد الفولي"، وتلقى العلوم بالأزهر وسار على المذهب الشافعي على يد الشيخ سيدي محمدين يحيى الجركسي، وعمل بالتدريس في جامع اسكندر.
كان عام وفاة "الفولي" وهو 1086 هجريا، بداية توجه الأنظار إلى الضريح الذي دُفن داخله، بعد أن أنشأه في حياته، وأصبح مقصدا لآلاف المُريدين من الطرق الصوفية والمُحبين له، وعقب مرور نحو 211 عاما، تحوّل الضريح إلى مسجد كبير على الطراز الأندلسي يقع داخله الضريح، أمر بإنشائه الخديوي إسماعيل عام 1875، بعد أن شاهد الإقبال الكبير من المُريدين على الضريح قاصدين التبرك.
وتحول المسجد والضريح إلى مقصدا لأبناء الطرق الصوفية، والمُريدين، الذي يترددون عليه يوميا على مدار العام، حتى يتحول المسجد وساحته الكبيرة إلى سرادق كبير على مدار أسبوعًا كاملًا في شهر رجب من كل عام؛ للاحتفال بمولد "الفولي" يوم الـ 27 من ذات الشهر.
"القاهرة 24"، تجول داخل المسجد، وهو مبني على الطراز الأندلسي، عام 1875، وجددته الأوقاف المصرية عام 1946، وهو مبني بالطوب الأحمر ومكسو من الخارج بالحجر الصناعي، ومزخرف بحليات عربية، والمدخل الرئيس عبارة عن بهو مستطيل تتكون وجهته من ثلاثة عقود محمولة على عمودين وتنتهي بمظلة مغطاة بالقرميد الأحمر، وأسقفه من الخرسانة المنقوش عليها بزخارف عربية دقيقة بألوان متعددة.
ويقع باب المسجد أمام منتصف العقد الأوسط، أما العقدان الجانبيان يتوسطهما شباكان من الخرط الصهريجي، والمنبر وكرسي السورة مصنوعان من خشب نقي معشق بحشوات من خشب الزان ومجمعة بحليات وأشكال هندسية، وداخل ضريح المسجد، تجد الشبابيك مصنوعة من الجص المفرغ المحلى بالزجاج الملون، وسلالم المدخل وأرضيته من الموزايكو، كما تتميز المشغولات الخشبية داخله من أبواب وشبابيك بأنها تمت على الطراز العربي ومكسية بزخرف عربية من النحاس.