معركة سقط فيها 3 ملوك.. ذكرى موقعة "وادي المخازن" وكيف روض المغاربة إمبراطورية البرتغال
تحل اليوم، ذكرى طرد البرتغاليين من المغرب، وذلك في 4 أغسطس من عام 1578، على يد السعديين بعد معركة وادي المخازن، والتي كلفت البرتغال هزيمة فادحة أدت لإبادة جيشها، وموت العائلة المالكة إلا واحد فقط؛ مما أدى إلى وقوع البرتغال تحت السيطرة الإسبانية قرابة القرن، لكن ماذا كان يفعل البرتغاليون في المغرب.
البداية ترجع إلى قرن قبل تاريخ معركة وادي المخازن، وتحديدًا في عام 1492، وهو تاريخ سقوط آخر قلاع الأندلس، وسقوط دولة المسلمين هناك، بعد أكثر من سبعة قرون، وبعد سلسلة هزائم متتالية آخرهم التي أسقطت فيها آخر معاقل المسلمين، وتسليم مفتاح الحمراء إلى الملوك القشتاليين.
أراد سبستيان حاكم الإمبراطورية الإسبانية، أن يحكم سيطرته على السواحل الإفريقية، بأغراض توسعية وأيضًا لضمان عدم تكرار تجربة غزو السواحل البرتغالية لاستعادة الأندلس، فأبحر بقواته في يونيو 1578، وبعد وصوله لسواحل المغرب دارت بعض الرسائل بين سبستيان وبين عبد الملك، إلى أن قرر الجيشان النزال.
كان تعداد جيش سبستيان 28 ألف إضافة إلى 6000 من الحلفاء المغاربة، وجيش عبد الملك 40 ألف، استدرج عبد الملك سيستيان فأرسل له خطابًا يقول فيه: "إني قد قطعت للمجيء إليك ست عشرة مرحلة، فهلا قطعت أنت مرحلة واحدة لملاقاتي".
ذهب سبستيان تجاه القصر الكبير متخليًا عن مكانه الاستراتيجي، وعند وصوله إلى جسر المخازن، تم نسف القنطرة التي كانت هي المعبر الوحيد، وفي صباح 4 أغسطس 1578 دارت المعركة بين الجيشين، خسرت فيها البرتغال سبستيان ومعظم جنود الجيش، كما استشهد أيضًا عبد الملك، والمتوكل، وسميت المعركة بمعركة الملوك الثلاثة، نظرًا لموت الثلاثة في تلك المعركة.