بيرسي شيلي.. وصف بالمجنون وقلبه نجا من إحراق جثمانه
تحل اليوم ذكرى ميلاد الشاعر الإنجليزي الكبير "بيرسي بيش شيلي" الذي ولد في 4 أغسطس عام 1792، في برودبريدج، انحدر من أسرة مرموقة من النبلاء، فكان والده عضوًا برلمانيًا، وأمه إقطاعية تملك أراضي واسعة، لكن رغم ذلك لم يسلم من التنمر من المحيطين به.
كان شيلي ضعيفًا في تلقي تعليمه مقارنة بأقرانه، كان هزيلًا ضعيف البنية ممّا عرّضه للتنمر والضرب والاعتداء الذي وصل أحيانًا إلى تمزيق ملابسه وطرحه أرضًا، وتركه يبكي ويصرخ بشدة، صنع كل ذلك منه شخصًا انطوائيًا، لا يجتمع مع الآخرين ولا يلعب مع من هم في سنه ولا يتفاعل معهم في أي نشاط.
كما ولّد الاعتداء المستمر والتنمر له شخصًا عدوانيًا، فكان يُوظّف موهبته في فهم المواد العلمية وتنفيذ التجارب المختلفة في أذى من حوله على سبيل المزاح، فكان يشحن مقبض غرفته، فيسبب في أذى لكل من يفتح باب غرفته، وكان يعتبر ذلك نوعًا من المزاح.
اشتهر شيلي بلقب شيلي المجنون، لكن أي جنون هذا الذي أصابه، جعله يكتب أشهر الأشعار الإنجليزية المغناة، أي مجنون هذا الذي كتب "أوزيماندياس" أو رمسيس كما يسميها البعض، أو "بروميثيوس طليقًا" وغيرها الكثير من الأشعار التي نالت شهرة عالمية، أثرت في المفكر العالمي كارل ماركس.
مر شيلي طوال حياته بالمواقف الغريبة، وحتى في وفاته حدث الأمر الأغرب على الإطلاق، كان شيلي في رحلة بحرية على متن مركبه ومعه أحد أصدقائه وصبي يقود المركب، لكنهم غرقوا جميعًا، وتم جلب جثته لإحراقها كما جرت العادة، فوضعوا جثمانه فوق الحطب وأشعلوا النيران، وإذا بها تأكل جسده كله، إلا قلبه، لم تمسه النار، فأسرع أحد أصدقائه والتقطه من بين اللهب، وأخذته زوجته "ماري شيلي" وأحرقته فيما بعد وظلت محتفظة برماده على مكتبها.
أرجع البعض أن قلبه كان مصابًا بالتكلس، وكان تاريخ وفاته 8 يوليو 1822، ولم يكن تجاوز الثلاثين من عمره.