كرمه السيسي.. محمد خالد يتحدى المستحيل بالورقة والقلم
كان يسير على قدميه ويلهو مع أصدقائه، إلى أن شاء القدر أن يجلس على كرسي متحرك، وأن تحول الظروف دون تحقيق حلمه في الالتحاق بكلية الصيدلة لبعد المسافة، فتحطمت آماله، لوهلة تمكن اليأس والإحباط منه حتى استسلم للأمر الواقع، والتحق بكلية الآداب قسم الفلسفة، أنزل الله السكينة على قلبه وبث الأمل في روحه مرة أخرى ليحقق أحلامه بمسار جديد ويرفع شعار "النجاح طعمه حلو".
محمد خالد الشاب الثلاثيني كان يعاني من فترة إحباط شديدة بعدما تحول إلى قعيد، وفي عامه الأول بالجامعة ترددت على أذنه بعض الكلمات مفادها أن “الفلسفة أم العلوم” استوقفته تلك الجملة التي طرأت على مسامعه، وكان لديه مبدأ هو عدم الرسوب؛ بل التفوق، خصوصًا أنه متفوق دراسيًا منذ الصغر.
في العام الثاني بالجامعة انتُشل محمد خالد من همومه وأحزانه وتغلب على آلامه بعد التحاقه بقسم الفلسفة السياسية، وأثبت جدارة وتفوق فيه، بعدها اتجه إلى تطوير ذاته من خلال الالتحاق بالدورات التدريبية في قسم الجرافيك، وحقق نفسه في هذا المجال من خلال تسجيل العديد من المحاضرات في برنامج الفوتوشوب والرسوم المتحركة.
يقول الشاب الثلاثيني لـ"القاهرة 24": بعدها دخلت مجال الكتابة ودرستها مع الدكتور محمد سعيد محفوظ "ميديا توبيا" وبدأت أطور نفسي في الكتابة وكتبت العديد من القصص على صفحتي الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" سواء في سياق الرعب أو الرومانسية، بأسلوب مبسط ذات فكرة لتوصيل رسائل إيجابية تعكس الإرادة والقدرة ودائما أتعمد أن أترك نهاية القصة مفتوحة لإيصال رسائل معينة للقراء تظل عالقة في أذهانهم وتترك بصمة مميزة".
نالت القصص القصيرة إعجاب متابعيه نظرًا لبساطة أسلوبه وجاذبيته، ويضيف خالد قائلًا: طلب مني أحدهم كتابة رواية تحمل اسمي وبالفعل جاءت فكرة أول رواية لي “خلود” لتخليد اسمي في مجال الكتابة، وتدور أحداثها حول البطل "يامن" الذي يأخذنا في رحلة لنرى من خلالها كيف يعيش حياته وسط مجتمع قاس، له نظرة قاصرة سلبية تجاهه، ويثبت لنا أن من يمتلك الإرادة يستطيع أن يحقق ما يتمناه، وكيف يستطيع بالإرادة تحويل الهزيمة والانكسار إلى نجاح.
وعن أشهر اقتباس في الرواية "غريب أمر القدر والحب، فهما يشبهان القط والفأر.. يطارد أحدهما الآخر بينما يهرب الآخر من الأول.. بينهما كُتبت الكثير من قصص الحب.. كما أنهما لا يستطيعان الاستغناء عن بعضهما البعض.. فهما قريبان بالرغم من بُعدهما، كل ما يجمع بينهما هو الإرادة.. حقًّا غريب أمر القدر والحب".
ويتمنى خالد الانتهاء من الماجستير واستكمال الدورات التدريبية الخاصة بالجرافيك والكتابة، ناصحًا من يعاني من اليأس بتطوير ذاته، واستغلال الوقت ومحاولة تحقيق أهداف جديدة لأن الشخص الذي يتذوق طعم النجاح لن يتخلى عنه مطلقًا.
ويسترجع الشاب الثلاثيني كواليس مقابلة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ويقول: عندما كنتُ في المؤتمر الرابع بالإسكندرية كان حلمي مقابلته وكنت أجلس بالصف الأول، ولكن لم أستطع تحقيق ذلك في اليوم الأول، وفي نهاية المؤتمر اتجهتُ صوابه ابتسم لي وطلب مني الذهاب إليه ووجهت إليه الشكر على إنجازاته وطلبت منه المشاركة في منتدى الشباب العالم الأول، ووافق على الفور، حديثه معي أعطاني طاقة إيجابية وأثر فيّ.