أعدمها فور طباعتها.. ننشر أجزاء من مذكرات حسب الله الكفراوي
المكان في إحدى قرى محافظة دمياط وبالتحديد في كفر سليمان البحري، إحدى قرى مركز كفر سعد، يتوجه الناشر فتحي هاشم صاحب مكتبة جزيرة الورد في سيارته إلى منزل الوزير الأسبق حسب الله الكفراوي يحمل معه النسخ الأولى من مذكراته التي حررها وأعدها للنشر الكاتب الصحفي سمير فراج، وبمشاركة من الصحفي محمود الضبع، وطبعت تحت عنوان حسب الله الكفراوي من القرية إلى الثورة".
لم يلم حسب الله الكفراوي الناشر على تأخره في إحضار الطبعات الأولية من المذكرات التي وصفت بأنها ستحمل العديد من المفاجآت، بل فاجأ الجميع عندما طلب من الناشر شراء جميع النسخ التي طبعت من قبل دار النشر، ليقوم بإعدامها لأنها تحمل العديد من الأسرار التي ستهدد حياته وحياة أسرته، وستعرضه للخطر ممن سيتعرض لهم في المذكرات.
ما محتوى المذكرات التي أعدمها حسب الله الكفراوي؟
ما نشر عن المذكرات وقتها يشير إلى أنها تتضمن داخلها الحوارات التي أجراها مع فراج على مدار سنوات، ونشرت في عدد من الصحف العربية والمصرية سواء خلال السنوات الأخيرة من حكم الرئيس الأسبق، محمد حسني مبارك أو بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، وقتها كان حسب اللالكفراوي جريئًا في انتقاد نظام مبارك، حادًّا في الحديث عنه، وكشف العديد من الأسرار التي تتعلق بنظام مبارك وفترة حكمه، والكواليس الداخلية وعلاقة عائلة مبارك بمجريات الحكم في مصر.
وتسربت أجزاء من تلك المذكرات التي فرمها الكفراوي إلى بعض المقربين من دار النشر وتضمنت المذكرات:
ترتيب مبارك كان الأخير على دفعته
في مذكراته يقول حسب الله الكفراوي إن مبارك دفعته كانت 149 طيارًا، وأن ترتيبه كان الأخير على هذه الدفعة، وأنه قدم له ملفات فساد موثقة ضد كل من عاطف صدقي وفتحي سرور وصفوت الشريف فغضب منه بشدة وقال له: صفوت لا.
ويضيف: مبارك كان لحكمة يعلمها الله ابن مُحضَر يقطع من قوت يومه من أجل أن يصبح ابنه أفضل منه، وهناك واقعة يشهد عليها الله وحسني مبارك والفريق مدكور أبو العز، قائد الكلية الجوية في ذلك التوقيت، وهو اللي حكى لي أن حسني مبارك من أسرة متواضعة فذهب له والده لزيارته في الكلية فرفض حسني مبارك مقابلته وطلب من الحرس عدم إدخاله من البوابة، ورجع أبوه من على البوابة، وعندما علم مدكور أبو العز بهذه الواقعة مسح بيه الأرض".
وحول اختيار مبارك نائبًا للرئيس في عهد السادات يقول حسب الله الكفراوي: السادات كان واعرًا... كان عاوز واحد من القوات المسلحة ومالوش دعوة بالقوات المسلحة.. اللي ينطبق عليه ده الطيران ليس لهم علاقة بالمشاة أو المدرعات وجيش أول ولا جيش تاني ولا منطقة مركزية وواحد يكون حمار، لأن السادات كان عارف داخل على إيه وقتها واختياره موضوعي لأنه داخل على سلام وتسلم أرض وفكر عالي جدًّا فعاوز يشتغل برأسه وأسلوبه هو، مش حد يناقره كل شوية. وحسني مبارك كان عدد دفعته في الطيران 149 طيارًا وهو ترتيبه على الدفعة 149 الأوائل في الدفعة كان أبو غزالة ومختار هلودة وتوفيق عبده إسماعيل ومبارك كان 149 باستمرار".
مبارك شارك في اغتيال السادات
لم يحرم فرم حسب الله الكفراوي مذكراته الكثيرين من الوصول إليها بطرق مختلفة، فيذكر الكفراوي ضمن ما يذكر في المذكرات "المفرومة" تفاصيل ما جرى في حادث المنصة واغتيال السادات.
ويقول حسب الله الكفراوي: أنا خلال السنوات الماضية تجمعت لدي معلومات كثيرة عن حادث المنصة... السادات لم يمت من رصاص خالد الإسلامبولى، بل هناك رصاص من داخل المنصة.. أنا كنت في الصف الثاني أو الصف الثالث وخلف ظهري مباشرة سعد مأمون، محافظ القاهرة الأسبق، وكنت أتابع بشغف حركة الطائرات وأكروباتها، فسعد مأمون وضع يديه على كتفي وقال لي: انبطح وانبطحت، وأنا تحت الكراسي لقيت محمود عبد الناصر كبير الأمناء برئاسة الجمهورية وهو رجل محترم.. وجدته يضحك وقال لي إزيك.. وفوجئت بالدم ينفجر من ساعده وكان كبير الياوران توفيق سعد يجذبنى من الجاكت، وقال: المنصة فيها قنابل، ونهضت ولقيت فايدة كامل بتصرخ وتقول محمد مات يا كفراوى وتقصد زوجها النبوي إسماعيل".
ويضيف حسب الله الكفراوى : "وكان فوزي عبد الحافظ لابس نفس لون البدلة فقلت لها دا فوزي عبد الحافظ مش النبوي إسماعيل، ووجدتهم حاملين السادات ويهرعون به وفيه الروح، وصعدوا للهليكوبتر وكان أبو غزالة وحسني مبارك مذهولين.. الأيام ستثبت أن المخطط مش واقف عند خالد الإسلامبولى ومعروف أن الإسلامبولى من الرماة.. والموساد وحسني مبارك لهم مصلحة ومبارك شارك في قتل السادات بالتأكيد والأيام ستثبت".
ملفات فساد ضد رجال مبارك
ويذكر حسب الله الكفراوي أنه قدم لمبارك ملفات فساد موثقة، ضد كل من عاطف صدقي وفتحي سرور وصفوت الشريف، ولكنه لم يكشف تفاصيل ما فعله مبارك بتلك الملفات.