تفاصيل الاعتداء على طالبة أزهرية وفصلها من الجامعة.. ووالدتها تستغيث بشيخ الأزهر .. صور وفيديو
لم تكُن تدري والدة الطالبة منة الله محمد زين العابدين، أن مستقبل ابنتها الطالبة بالفرقة الثالثة بكلية التجارة بتفهنا الأشراف، التابعة لجامعة الأزهر بمحافظة الدقهلية، سيتحول بين عشيةٍ وضُحاها إلى سراب، وأن من ائتمنتهم يومًا على ابنتها بوصفهم أساتذتها سيكونون أول من يُدمر مستقبلها ويُلقي بها في طريق اليأس؛ بعدما تعرضت للاعتداء والسباب على يد إحدى أساتذتها في الكلية، التي استعانت باثنين من ضُباط الشرطة لتهديد الفتاة - حسب حديث البنت ووالدتها، فيما لاذت الأم إلى "القاهرة 24" عسى أن يصل صوتها وابنتها إلى الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، لرفع الظلم الواقع على ابنتها واستيضاح حقيقة الأمر دون تزييف أو نُقصان.
تقول الأم إن ابنتها تعرضت لضغوط واجهتها منذ وفاة والدها قبل نحو عامين، سببت لها أذى نفسيًا وباتت تُتابع حالتها لدى أحد الأطباء، بالتزامن مع دراستها في كلية التجارة الأزهرية بتفهنا الأشراف، في منوال استمر على وتيرة بين التعب والتحمل حتى مساء الاثنين 14 يونيو الماضي، وهي الليلة التي شعرت فيها ابنتها بآلام كبيرة استدعت تركيب محاليل طبية و"كانيولا طبية" تُركت في يديها لأجل جرعات جديدة في اليوم التالي، لكن صبيحة الثلاثاء كان لديها امتحان في الكلية بمادة القرآن الكريم، ولأن الفتاة كانت مُجهدة، ذهبت رفقة اثنتين من زميلاتها بالكلية اصطحبتها من منزلها بمدينة الزقازيق إلى الكلية، وهناك وصلت قبل بدء الامتحان بنحو نصف الساعة.
دلفت "منة الله" إلى مقر لجنتها قبيل بدء الامتحان وأخرجت مصحفًا من حقيبتها تسترجع خلاله بدايات السور القرآنية المُقررة عليهن في الامتحان، في الوقت الذي كانت هناك إحدى المراقبات حضرت إلى اللجنة مبكرًا هي الأخرى، لكن الأخيرة احتدت على الفتاة بعد وصلة شد وندية طالبتها خلالها بألا تُراجع أو تستكمل ما تفعله، لتترك الفتاة اللجنة في دقائق تسترجع خلالها ما هوّ مُقررً عليها من سور على باب لجنتها ومكان اللجنة الموجودة بالرُدهة.
لكن المراقبة عادت واستعانت بإحدى عضوات هيئة التدريس، ليتحول الأمر في طرفة عينٍ من مجرد نقاش واحتداد إلى تهديد ووعيد وتطاول بالأيدي والسباب على حد وصف الطالبة، التي أفادت بأنها تعرضت لاعتداء لم تراعِ خلاله أستاذتها ما تُعانيه من آلام ومرض ووجع تسببه "الكانيولا" الموضوعة في يدها، في سجال امتد إلى حملها وتقييد حركتها حتى حضرت والدتها بالتزامن مع بدء الامتحان.
الأم أشارت، في حديثها لـ القاهرة 24، إلى أن ابنتها تعرضت للتهديد بعدما حضر إلى الكلية اثنان من الضباط، أحدهما برتبة عميد والآخر برتبة نقيب، وبين هذا وذاك أجزمت الأم بأن الضباط طالبوها وابنتها باسترضاء "الدكتورة" حتى لا يتم حبس ابنتها خمسة عشر يومًا بين ربات السوء والجريمة خلف قضبان الحجز، لترضخ الفتاة ووالدتها ويستعطفون أستاذتها، في الوقت الذي امتعض وجه الأخيرة ووافقت على الصُلح بعد عناء، فيما كان حضورهم وتحقيقهم في الواقعة بمنزلة استجواب فقط وكأن الفتاة هي من اعتدت لا المعتدى عليها، وفقًا لحديث الأم.
عادت الفتاة ووالدتها إلى المنزل في حالة حرجة للصغير تطلبت ذهابها للطبيب وإعطاؤها محاليل ومُهدئات جديدة، لكن قبل عودتهما، أكدت الفتاة ووالدتها أن الطالبة كانت في حالة انهيار تام وقت الاعتداء عليها، وأن الطبيب الموجود بالكلية أعطاها مُهدئًا وأخبر أساتذتها بحالتها؛ لكنهم نهروه ليذهب مغادرًا مكان لجنة الطالبة والأزمة.
بعد أربعة أيام من الواقعة تم استدعاء الفتاة ووالدتها بدعوى خضوعها للتحقيق بشأن الواقعة، وهناك تم دخول الطالبة فقط دون أحدٍ من أهلها، ليتم التحقيق معها دون سماع شكواها أو الالتفات لحقيقة ما حدث، وكأن ما تتفوه به أستاذتها ووكيلة الكلية هوّ الصواب دون سواه، وفقًا لحديث الطالبة ووالدتها لـ "القاهرة 24"، لينتهي الأمر بأن الفتاة ستتعرض للحرمان من امتحان الترم كاملًا، لكن ما حدث يوم 25 يوليو المنقضي قطع الشك باليقين بورود خطاب يؤكد تعرض الطالبة للفصل النهائي ومخاطبة الجامعة لكافة الجامعات بعدم قبولها أو استكمال تعليمها بأيٍ منها.
سردت الأم وابنتها تفاصيل ما جرى لـ "القاهرة 24"، قبل أن تناشد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وهي تبكي، تؤكد أنه لا يرد مظلمة وأن الرحمة والرأفة هي كل ما تعرفه عنه، في رجاءٍ أن يصل صوتها وشكوى ابنتها إلى فضيلته ليُحقق فيها ويرفع الظلم عنها لاستكمال تعليمها في أي جامعةٍ أخرى إذا ما استحالت عودتها لجامعة الأزهر، وسط تأكيد أن في الأمر سوء تقدير وتعنت من جانب أطراف بعينها في حق ابنتها لتدمير مستقبلها في سبيل العناد ليس إلا.