استشاري صحة نفسية: هوس السوشيال ميديا خطر يهدد خلايا المجتمع
في مرات كثيرة خلال يومنا نبحث عن هواتفنا النقالة ولماذا نصاب بالقلق ونشعر بالذعر عندما لا نجدها؟ هل تفكرنا يومًا في هذا الاستخدام إن كان عادةً أو إدمانًا؟ أو ما الذي دفعنا للتمسك بهواتفنا دون مبالاةٍ بمشاغل ومسؤوليات الحياة الأخرى؟ وما شأن الألعاب الإلكترونية التي ظهرت مؤخرًا على ساحة الإنترنت وهل يتأثر الإنسان بها؟
لم تصبح الهواتف مجرد أداة للتواصل مع الآخرين فقط، بل شغلت كل حياتنا، حتى أصبحنا ننام ونستيقظ وهي في أيدينا، وأضحت الأجيال لا تدرك أهمية الوقت أو عواقب استخدام السوشيال ميديا الوخيمة.
حول هذا، يقول الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إن كثرة التعلق بهذه الألعاب ولعبها أو السوشيال ميديا عمومًا هو عرض من أعراض الإدمان السلوكي، الذي يؤدي إلى الخمول وضياع بهاء الوجه، وتشوه القوام وآلام الظهر، كما تكمن خطورة هذه العادة في التغيير الكلي للإنسان، فتدفعه إلى إيذاء ذاته والتحريض على العنف، كما تقلل شعوره وانفصاله عن الواقع الحقيقي، وتجعله في حالة مقارنةٍ بينه وبين الواقع الافتراضي.
ويتابع هندي، في تصريح لـ "القاهرة 24"، أن من أهم الآثار التي طبعتها السوشيال ميديا على الأفراد هي انشغال عقولهم بسبب الرغبة الدائمة في الحصول على وقت إضافيٍ عليها، ما يدفعهم إلى الدخول في حالةٍ من البلادة الحسية وعدم الإحساس بالمسؤولية تجاه أنفسهم أو مجتمعاتهم.
ويوضح الخبير أن 75% من المؤديين لاختبارات كليات الشرطة والحربية يُرفضون بسبب ضعف نظرهم، الأمر الذي يرجع أثره الأول والحقيقي إلى إدمان السوشيال ميديا، ما يؤدي إلى نوع من الاكتئاب الحقيقي للتصادم مع الواقع، وعدم التوفيق بينه وبين الواقع الخيالي الذي يعيش فيه على ساحة السوشيال ميديا.
وأضاف أن السوشيال ميديا أسقطت عوراتنا الاجتماعية على مسرحها، وذلك بهدف الربح المادي واستقطاب التعاطف، وهذا ما أظهر الفراغ الحقيقي الذي يعيشه الناس، والشعور بالدونية والقهر، والصراع الملازم لهم في كل أوقات يومهم، مشيرًا إلى أن السوشيال ميديا كانت سببًا في دحض الموهبة والفكر، وعملت على إبراز الشخصيات المهتزة غير الواثقة بنفسها التي بداخلنا، وأدّت إلى اختلاف التركيبة النفسية والعاطفية والاجتماعية التي بداخل كل شخصٍ مِنا؛ فأصبحت السوشيال أهم من إنقاذ حياة الآخرين في الحرائق وعلى الطرقات.
واختتم هندي حديثه برسالة إلى المجتمع بكل فئاته ممن تعلقوا بالسوشيال ميديا حد الإدمان، حيث يتمنى أن تعود الهوية المصرية مرة أخرى، ويحسب رسالته هذه هي بداية لكل من يطلع على هذا الكلام، مؤكدًا أهمية عودة الجسارة المصرية والإبداع واستعادة روح النضال والتربية السليمة الصحيحة التي لا ينتج عنها التشوهات النفسية والصحية والمجتمعية.