تاريخ قناة السويس.. تم حفرها 7 مرات وكانت تمُر بالزقازيق
في مثل هذا اليوم 6 أغسطس عام 2015، وقف السيد عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، مرتديًا بذته العسكرية، في مشهد مهيب، ملوحًا للسفن المارة عبر قناة السويس، لتعلن مصر للعالم ميلاد "قناة السويس الجديدة" وتعلن معه قدرتنا على العمل الجاد وتحقيق ما يظنه البعض مستحيلًا، ففي أقل من عام من بدء أعمال الحفر، تم إنجاز المشروع الضخم، بأيادٍ وأموال المصريين، كما كانت دائمًا بأيديهم ودمائهم.
يرجع تاريخ فكرة إنشاء قناة إلى عام 1850 ق.م، وليس عام 1869 م كما يظن الكثير، ففي عهد الملك المصري العظيم "سنوسرت الثالث"؛ حيث تم طرح فكرة الربط بين البحرين الأحمر والمتوسط، تسهيلًا لحركة التجارة وقتها، وبالفعل بدأ العمل في تلك القناة التي ربطت بين البحرين عن طريق النيل، فكانت تعبر دلتا مصر وصولًا لمدينة الزقازيق حاليًا، وترتبط بعد ذلك بالبحيرات حتى تصل للبحر الأحمر وسميت "قناة سيزوستريس".
تمت إعادة حفر القناة عدة مرات عبر التاريخ المصري، أولهم في عام 1300 ق.م، في عهد الملك سيتي الأول، والثانية في عام 610 ق.م، وكانت أعمال الحفر أشبه بالصيانة للقناة التي كانت مازالت موجودة، لكن مع مرور الزمن تكون ما يشبه السد، الذي قطع طريق النيل عن البحيرات، لكن انتهت الأعمال وقتها بالفشل، حاول دارا الأول ملك الفرس استكمال أعمال الصيانة في عام 510 ق.م، لكن لم ينجح أيضًا، لكن في عهد الملك البطلمي "بطليموس الثاني" نجح المصريين في إعادة شق القناة والملاحة فيها مرة أخرى بنجاح في عام 285 ق.م.
تهالكت القناة وممراتها تمامًا في عهد البيزنطيين، عام 400، ولم تعد صالحة للملاحة ومرور السفن، وظلت كذلك حتى جاء الفتح الإسلامي في عهد عمرو بن العاص، والذي قرر إعادة حفر القناة، تحديدًا عام 641، وأطلق عليها قناة أمير المؤمنين، وظلت تعمل قرابة القرن، حتى جاء عهد الخليفة أبوجعفر المنصور والذي أصدر قراره بردم القناة نهائيًا لمنع وصول المدد والمساعدات للثائرين عليه في مكة والمدينة.
ظلت القناة متوقفة عن العمل حتى عهد الخديو إسماعيل، والذي أصدر وقتها فرمانه بإعطاء ديليسبس الحق في إنشاء شركة لحفر قناة السويس في 30 نوفمبر عام 1854، وتم بدء العمل مع أول ضربة فأس مصرية في 25 أبريل عام 1859، ظل العمل مستمرًا فيها حتى عام 18 أغسطس عام 1869، وشارك في بداية حفرها أكثر من 20 ألف مصري.
ويقال إن العدد الإجمالي للمشاركين في أعمال الحفر بلغ مليون مصري، بذلوا دمائهم في سبيل نهضة وطنهم، ومرت القناة من وقتها إلى الآن بالعديد من الأعمال التوسعية، فقد تم توسيعها عام 1961، في عهد عبدالناصر، وفي عهد السادات شهدت حفر تفريعة التمساح عام 1979، والتعديل الأكبر كان في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، وإنشاء القناة الجديدة التي جاءت موازية للقديمة، بهدف جعل القناة تعمل بلا توقف في الاتجاهين دون تعطيل أي سفن.