سياسي لبناني: القصف المتبادل بين إسرائيل ولبنان محاولة لإعادة قواعد الاشتباك
قال محمد سعيد الرز المحلل السياسي اللبناني، إن المعادلة التي استخدمت بين لبنان وإسرائيل هي قصف مناطق مفتوحة دون أي ضحايا بشرية، حيث يمكن تسمية القصف المتبادل بين إسرائيل وحزب الله منذ يومين وحتى الآن، أنه محاولة لإعادة قواعد الاشتباك على الحدود بين لبنان والكيان الإسرائيلي.
وأضاف محمد سعيد الرز في تصريح لـ "القاهرة24"، أن هذه القواعد تم وضعها بعد حرب يوليو عام 2006 بموجب القرار الأممي 1701، مشيرًا إلى أن ما جرى أمس الأول هو قيام فصيل فلسطيني بقصف شمال الكيان الإسرائيلي، بثلاثة صواريخ وبدل أن تكتفي إسرائيل برد مماثل حسب العادة، فإنها استخدمت الطيران الحربي بسلسلة غارات ورد حزب الله اليوم ب21 صاروخا على هذه الغارات.
وأوضح الرز، أنه إذا اقتصر الأمر على هذا السيناريو فإنه سيصبح حادثا كغيره وتذكير متبادل باحترام قواعد الاشتباك المعمول بها، لكن إذا وقعت حوادث أخرى واتسعت رقعة المواجهة، فذلك سيعني ربط جبهة جنوب لبنان مع فلسطين المحتلة بتطورات التفاوض النووي الجاري بين إيران والولايات المتحدة وما يستتبعها من رسائل ضغط وتحسين أوراق.
وأشار إلى أن الناطق العسكري الإسرائيلي قال إن الحادث لن يتحول إلى مواجهة وحرب، لكن التوقعات تبقى مفتوحة خلال الأيام المقبلة فإذا واصلت إسرائيل ضرباتها وذهبت إلى مواجهة عامة، وهذا يعني أنها أخذت غطاء من واشنطن، وهذا الأمر له حسابات أخرى، كذلك إذا واصل حزب الله توجيه صواريخه نحو المستوطنات الإسرائيلية يعني أنه أخذ الضوء الأخضر من إيران ومعها ما يسمى بتيار الممانعة الذي يضم سوريا وقوى عراقية وصولا إلى غزة.
وتابع الرز: “باعتقادي أن الولايات المتحدة ليست بوارد فتح حرب شاملة الان وأن إيران مع دخولها في عهد الرئيس رئيسي لا تريد الآن معركة مفتوحة تشوش على سعيها لإنجاز الاتفاق مع الولايات المتحدة، لكن إسرائيل التي ترفض مثل هذا الاتفاق قد تقدم على أسلوب الضربات المحدودة لتضع المنطقة على حافة الانفجار من أجل تسويق مطالبها مع الولايات المتحدة سواء بالنسبة للاتفاق مع إيران وتوفير الضمانات لنفسها ولأمنها، أو لتعزيز ترسانتها العسكرية”.
