الخميس 26 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

برلماني لبناني سابق: الاحتلال الإيراني جوهر أزمتنا.. والرأي العام يخشى التصعيد الإسرائيلي (حوار)

فارس سعيد النائب
سياسة
فارس سعيد النائب السابق بمجلس النواب اللبناني
الجمعة 06/أغسطس/2021 - 07:15 م

قال الدكتور فارس سعيد، النائب السابق بمجلس النواب اللبناني وأمين عام قوى 14 آذار سابقا، ورئيس لقاء سيدة الجبل، إن الاحتلال الإيراني للبنان هو جوهر أزمة لبنان وأساس البلاء على البلاد، لافتًا إلى أن الدبلوماسية اللبنانية لا تعمل من أجل المصلحة العربية ككل بل تعمل من اجل المصلحة الإيرانية فقط.

والتقى "القاهرة 24" مع الدكتور فارس سعيد، النائب السابق بمجلس النواب اللبناني، في حوار كشف خلاله عن خبايا السياسة اللبنانية حاليًّا وما هي الآثار التي ستنجم عن الأحداث الدائرة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية خاصة بعد إعلان حزب الله مسئوليته عن صواريخ باتجاه إسرائيل ومن ثم خرق القرار 1701، فإلى نص الحوار:

- ماذا يجرى على الحدود بين لبنان وإسرائيل.. وما هو تعليقك بشأنه؟

-- في سياق التصعيد التي تضطلع به إيران اشتعلت اليوم جبهة جديدة في جنوب لبنان بعد الإمارات وسلطنة عمان، وأعلن حزب الله للمرة الأولى منذ أن حصل تنفيذ القرار 1701 أي منذ أغسطس 2006  لأول مرة مسؤوليته عن إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل، وبالتالي هذا الإعلان يؤكد على أن إيران إرادة التوقيع على هذا التصعيد العسكري ضد إسرائيل ومن خلاله إعلانه وعمله نسف حزب الله القرار 1701، كما عرض ويعرض لبنان إلى مغامرات غير محسوبة من قبل إسرائيل، ويؤكد على أنه الأمر الناهي في لبنان.

وأرى أنه ينسف إمكانية تشكيل حكومة لبنانية في هذه المرحلة وهو يعمل طبعا لمصلحة إيران وعلى وقع مصلحة إيران على حساب المصلحة اللبنانية الصافية.

- وما موقف الدولة اللبنانية والشعب اللبناني من كل هذا الارتهان للإرادة الإيرانية؟

-- الدولة اللبنانية أو ما تبقى منها تعمل لصالح حزب الله، فقد صدر بيان عن مديرية التوجيه في الجيش اللبناني نقول عنه في اللبنانية مثل أكل المستشفى بمعنى أنه مدروس بشكل أن لا يورط الجمهورية اللبنانية وأن لا تصطدم هذه الجمهورية مع حزب الله.

كما أن رئيس الجمهورية يدعم كل ما يقوم به حزب الله، في حين أن الحكومة غائبة، ومجلس النواب غائب، والأحزاب اللبنانية مشغولة في أمور محلية، حيث تحضر للانتخابات النيابية.

أما الرأي العام اللبناني الذي يعيش لحظات صعبة جدًّا على المستوى الاجتماعي وعلى المستوى المعيشي وعلى المستوى الاقتصادي والمالي يخاف من التصعيد لأنه يدرك ويعرف أنه إذا ردت إسرائيل ستنهي ما تبقى من كهرباء وما تبقى من بنى تحتية ومن دولة في لبنان ولكن طبعا مغلوب على أمرهم ما عدا ردات الفعل الأهلية لمزارعي دروز في مناطق حاصبيا الذين كشفوا واكتشفوا وجود منصة صواريخ متجهة باتجاه الجنوب اللبناني.

- هل تتوقع أن تصل المواجهات إلى مرحلة الحرب الشاملة؟

-- حصلت إسرائيل على ضوء أخضر دولي بعد المؤتمر الصحفي الأخير لوزير الخارجية الأمريكية الذى كان يتحدث عن تحالف دولي لوضع حد لتجاوزات ايران في بحر العرب، واعترضت إسرائيل على انتسابها لهذا المحور الدولي  وقالت بأن لها الحق أن تدافع عن نفسها في حال تعرضت إلى الخطر.

لقد أتى ضوء أخضر من البيت الأبيض يقول لإسرائيل أنها قادرة على القيام بأي عمل للدفاع عن نفسها، اليوم الجميع ضبط أعصابه وبالتحديد الجانب الإسرائيلي.

ولكن إذا عدنا إلى ما قاله أو إلى مضمون ما قاله الرئيس رئيسي البارحة من طهران فإن كلامه متناقض بمعنى أن هناك حديث عن ضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات واستخدام الحلول الدبلوماسية لإنجاز اتفاق حول  البرنامج النووي الإيراني في فيينا.

وفى نفس الخطاب يقول بضرورة إبقاء ايران على جهوزية عسكرية عالية وأنها لن تتخلى عن مواقعها الأمنية والعسكرية في المنطقة، وبالتالي نحن في مرحلة انتقالية لا أحد قادر على أن يقدر بدقة ما يمكن أن يحصل، ولكن المؤكد أن إسرائيل حصلت على ضوء أخضر دولي لإشعال حرب شاملة في المنطقة حال تعرضها لخطر.

- وهل موازين القوى في المنطقة أو ما بات يعرف بقواعد الاشتباك الجديدة تجعل من السهل على إسرائيل الإقدام على عمل عسكري شامل سواء في لبنان أو استهداف إيران بشكل مباشر حتى وإن حصلت على ضوء أخضر أمريكي؟

-- لقد حدد قرار الاشتباك مع إسرائيل القرار ١٧/٠١ منذ عام 2066 منذ آب أغسطس 2006، ودام هذا الوضع 15 عاما من الهدوء النسبي والشبه مطلق بين لبنان إسرائيل.

وقد كانت كلفة تنفيذ القرار 1701 المالية على المجتمع الدولي هي 700 مليون دولار سنويا أي منذ عام 2006 نتكلم عن 8 أو 9 مليار دولار. تأخذ على عاتقها الولايات المتحدة تغطية 45% من نفقات تنفيذ هذا القرار.

- اليوم أطحنا بقواعد الاشتباك القديم الذي كان يحدده ١٧/٠١ فمن يحدد قواعد اشتباك جديدة؟

-- من يحدد قواعد الاشتباك الجديدة إما المجتمع الدولي أو حرب جديدة أو الإثنين معا وعلى الأرجح أن يكون هناك عمل عسكري ربما محدود إنما على أثره تتحدد قواعد اشتباك جديدة.

- إلى من تميل موازيين القوى برأيك في ضوء العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة؟

-- الكلام عن توازن رعب مع إسرائيل بفضل الصواريخ الإيرانية أو عن تماثل في الأحجام هو كلام من الخيال، ما يلجم إسرائيل هو الرأي العام الدولي وقرارات الشرعية الدولية والسياسة الدولية، فالكلام عن أن القوة في مواجهة القوة والعين بالعين لن يؤدى إلا إلى مزيد من الدماء العربية والأبرياء والضحايا.

كما أن كل هذه التضحيات تذهب في اتجاه تحسين ظروف إيران في مفاوضات فيينا بين طهران والولايات المتحدة ولن تذهب إلى تحسين ظروف العالم العربي وشروط العالم العربي.

- لبنان رهينة لدى إيران هذا خلاصة قولك أليس كذلك؟

-- نعم لبنان وطن أسير ونحن أكياس رمل.

- برأيك ما هو جوهر الأزمة اللبنانية؟

-- الاحتلال الإيراني للبنان هو جوهر أزمتنا وأساس البلاء في بلادنا.

- أخيرًا.. ماذا يمكن أن يقدم العرب من أجل إنقاذ لبنان من هذا الذى يجرى؟

-- لا أعتقد أنهم قادرون على تقديم شيء بالمضمون، ولكن على الأقل على الجامعة العربية أن تجتمع وتصدر بيانا متوازن يدين قصف إسرائيل على لبنان، لكن في نفس الوقت تدين أي عمل عسكري انطلاقا من لبنان تنفيذا لأوامر فوق لبنانية وفوق عربية.

المشكلة هي أن الدبلوماسية اللبنانية على عكس التوجه العربي هي تعمل على قاعدة المصالح الإيرانية وليست المصالح العربية، ما يمكن أن يقوم به العالم العربي مساندة لبنان إذا ما تعرضت بناه التحتية لتدمير من قبل إسرائيل.

ولكن أنا أعتقد  أن العرب الان يصدق بهم كلام الحجاج بن يوسف (سأجعل لكل واحد منكم شغلا في جسده) بمعنى أن كل بلد عربي مشغول بمشاكله الداخلية وبذاته وبمحنته مما يصعب وجود تكامل وتعاون عربي لمواجهة الاحتلال الإيراني لكل المنطقة العربية الممتدة من اليمن إلى العراق إلى لبنان إلى سوريا وربما أيضا غزة.

تابع مواقعنا