توقعات بزيادة الطلب على الغاز الطبيعي رغم ارتفاع أسعاره.. ومطالب بإعفاءات ضريبية في أمريكا
توقع اقتصاديون عالميون ازدياد اعتماد العالم على الغاز الطبيعي الأنظف في الاحتراق كبديل عن الفحم للمساعدة في تحقيق الأهداف الخضراء على المدى القريب في ظل قلة الخيارات الأخرى. لكن مع كبح المنتجين للاستثمار في إمدادات الجديدة، وسط دعوات المستثمرين والحكومات المهتمين بالمناخ، أصبح من الواضح أن غلاء الطاقة الباهظة باق.
ارتفاع أسعار الغاز بأوروبا لأعلى مستوياته
وارتفعت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا والمملكة المتحدة إلى بعض من أعلى المستويات المسجلة مما يهدد برفع التكاليف على المنازل والشركات، حيث لا تزال الإمدادات العالمية من الوقود الأحفوري شحيحة.
وفي المملكة المتحدة، ارتفعت الأسعار فوق 100 بنس في الحرارة، وهو أعلى مستوى منذ عام 2005 وهو رقم قياسي في الصيف في أوروبا، وصلت الأسعار إلى 40 يورو لكل ميجاواط للمرة الأولى، حيث يقيس مقياس الحرارة كمية الطاقة الموجودة في الغاز الطبيعي ويستخدم أحيانًا لحساب فواتير المرافق.
كما ارتفعت الأسعار في آسيا حيث تحاول البلدان جذب شحنات الغاز الطبيعي المسال لتلبية الطلب القوي، حيث تجاوز السعر الفوري لشحنات الغاز الطبيعي المسال 15 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وفقًا لاستشارات الطاقة ICIS، كما أن الأسعار في أوروبا والمملكة المتحدة، عند التحويل، تقترب من 14 دولارًا لكل وحدة حرارية.
مطالب بإعفاءات ضريبية على الغاز بأمريكا
دعا جيم رايت، مفوض "تكساس للسكك الحديدية"، التي تُعَدّ الجهة القوية والمنظمة لصناعة النفط والغاز، والمشرفة على الحفر في أكبر الولايات المنتجة للنفط، إلى إعفاءات ضريبية لخطوط أنابيب الغاز ومشاريع التخزين ومحطات الطاقة، معتبرًا أن تلك الإعفاءات ستحمي البنية التحتية للدولة بشكل أفضل من الكوارث الطبيعية، مثل التجمد المميت الذي حدث في فبراير الماضي، مع تقليل ممارسة حرق إمدادات الغاز الزائدة. وقال رايت إنه يمكن أن تساعد معادلة هذه الحوافز في استثمارات البنية التحتية الضرورية التي تضمن توافر إمدادات وافرة من هذا المورد المهم في تكساس كلما دعت الحاجة إليه.
توقعات بارتفاع الطلب علي الغاز الفترة المقبلة
كان الغاز الطبيعي المستخدم لتوليد الكهرباء وتدفئة المنازل وفيرًا ورخيصًا خلال معظم العقد الماضي، وسط طفرة في الإمدادات من الولايات المتحدة إلى أستراليا. توقف ذلك هذا العام حيث فاق الطلب بشكل كبير حجم العرض الجديد. وصلت أسعار الغاز الأوروبية إلى مستوى قياسي هذا الأسبوع، في حين اقتربت شحنات الوقود المسال إلى آسيا من أعلى مستوياتها لهذا الوقت من العام.
قال كريس ويفر، الرئيس التنفيذي لشركة "ماكرو أدفايزري" (Macro-Advisory) التي يقع مقرها في موسكو بغض النظر عن نظرتك إليه، سيبقى الغاز وقودًا انتقاليًا لعقود مقبلة مع التزام الاقتصادات الكبرى بالوصول إلى أهداف انبعاثات الكربون. من المرجح بقاء سعر الغاز مرتفعًا على المدى المتوسط وأن يرتفع على المدى الطويل".
يُتوقع أن يقفز الطلب بنسبة 7% عن مستويات ما قبل كوفيد-19 بحلول عام 2024، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية. عند النظر أبعد من ذلك، يرجح أن تنمو الرغبة بالحصول على الغاز الطبيعي المسال 3.4% سنويًا حتى عام 2035، ليتجاوز أنواع الوقود الأحفوري الأخرى، وفقًا لتحليل أجرته شركة "ماكنزي آند كو" (McKinsey & Co).
