حاضر يكتبه الماضي.. القاهرة 24 يرصد لحظات التجلي خلال موكب نقل "مركب الشمس"
من أعلم أعلام مصر، حيث سطر التاريخ مجدها، ونصّبها العالم على غيرها بامتلاكها أعجوبة من عجائب الدنيا السبع، من أهرامات الأجداد والملوك في الجيزة، إلى المتحف المصري الكبير بالتحرير، مسكن الأجداد القديم، قبل أن يختطف منه المتحف القومي للحضارة شرف احتضان أجسادهم.. ينتقل مركب الملك خوفو العظيم في موكب مهيب، حظي بمتابعة واهتمام الجميع.
أضواء تشق عتمة السماء، وأصوات ضحكات الصغار تتعالى فرحًا برؤية تاريخهم بأم أعينهم، فالعالم لا يرى كل يومٍ حاضرًا يكتبه تاريخ مضى، ولكنها مصر.
حين غطى ستار الليل ضوء الشمس فحجبه، كان نور "مركب الشمس"، كافيًا لإضاءة مصر بأكملها، كقطعة ذهب عملاقة تنتقل عبر عربة متخصصة يحدُّها حرس من جميع الجهات والجوانب، وتُخلى لها الطرقات فلا يعكر صفو مرورها شيء.
من أعلى نقطة في هضبة الهرم، حيث يجد ضوء "مركب الشمس"، طريقه إلى القلوب قبل الأعين، يجلس إبراهيم الليثي وأطفاله ليحفروا بأعينهم يومًا للذكرى، حكاية للأولاد والأحفاد فيما بعد، وعزة وفخرًا بالكيان المصري المتأصل في تاريخه.
"حدث كبير وشرف عظيم لكل مصري وعربي"، بتلك الكلمات وصف الليثي شعوره لـ "القاهرة 24"، عند مشاهدته وأطفاله موكب نقل مركب الملك خوفو، مضيفًا أنه كان حريصًا على معايشة تلك العملية بنفسه دون النظر في شاشة صغيرة محجمة المشاعر، فجمال الواقع لا تنقله الآلآت.
على اليمين من الليثي، أبٌ اعتلى هضبة الأهرام ليلتقط صورة للذكرى مع مركب الملك خوفو حال إضاءته كالشمس في وسط الليل، اصطحب زوجته وولده لرؤية تاريخ مصر يجوب شوارعها مجددًا بعد قرابة 7000 سنة.
بابتسامةً تثلج صدر كل من رآها، يوجه الأب رسالة للمصريين خلال حديثه ل "القاهرة 24"، بضرورة أن يفخروا ببلدهم وتاريخها، وأن يدركوا نعمة آثارها، موجهًا الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، على اهتمامه بالآثار خلال الفترة الماضية، فضلا عن تحسين وإنشاء شبكات الطرق والكباري، التي شهدت موكبين تابعهما العالم في الفترة الأخيرة، أولهما موكب المومياوات الملكية قبل بضعة أشهر، وثانيهما موكب نقل مركب الملك خوفو من أهرامات الجيزة إلى المتحف المصري الكبير.
