نزيف رواتب لعشرات القيادات السابقة بمصر للطيران.. يعملون في وظائف على الورق ويتحصلون على الامتيازات المالية
مئات الآلاف من الجنيهات تدفعها الشركة الوطنية مصر للطيران لعشرات من القيادات الذين اعفوا من مناصبهم قبل بلوغهم السن القانونية للمعاش مما يزيد من أعباء الشركة التي تعاني من تراكم الديون عليها وتسعى جاهدة للحد من وقف نزيف الخسائر.
مستشار لرئيس مجلس الإدارة هذا هو المسمى الوظيفي القانوني الذي يتم منحه لرؤساء الشركة القابضة والشركات التابعة السابقين أو القيادات الذين تم إنهاء تكليفهم بالأعمال القيادية، والذي يتم بموجبه منحه كافة الإمتيازات المالية التي كان يحصل عليها أثناء عمله عدا بعض البدلات الرسمية التي كان يتحصل عليها لارتباطه بحكم منصبه بأعمال اللجان والاجتماعات.
الشركة القابضة لمصر للطيران وشركاتها التابعة تضم عشرات من القيادات السابقة الذين يتقاضون رواتبهم ولا يتم تكليفهم بأي أعمال أخرى، وبالتالي زيادة الأعباء المالية، فضلًا عن عدم الاستفادة من خبراتهم الوظيفية في مجال عملهم أو تكليفهم بأي أعمال أخرى، حيث يمنع "العرف" واللائحة تبوأهم اي مناصب أخرى أقل من التي كانوا يشغلونها.
مصدر مسئول بالشركة أكد أنه يتم منح منصب مستشار للقيادات السابقة نظرًا لعدم إمكانية توليهم مناصب أدنى من التي كانوا يشغلونها قبل إنهاء تكليفهم، فلا يمكن لرئيس مجلس إدارة سابق أن يعود لأي موقع وظيفي في الشركة التي كان يتولى رئاستها.
المصدر أكد في تصريحاته لـ"لقاهرة 24" أن هذا المسمى الوظيفي يتم منحه أيضًا لمدراء العموم ورؤساء القطاعات الذين تم إنهاء تكليفهم ولا يوجد لهم أي مكان قيادي آخر في نفس ذات الدرجة الوظيفية أو الدرجات الأعلى.
كما أشار إلى أن هذا المسمى الوظيفي قد يكون بديلا للإبعاد عن شغل الوظائف القيادية إذ يمنع القانون الإستغناء عن الموظف أو وقفه عن العمل إلا في حالات ارتكابه مخالفات مالية أو فساد إداري أو خروج على مقتضيات طبيعته الوظيفية.
وتابع المصدر مئات الآلاف من الجنيهات يتم صرفها للمستشارين الذين لا يعملون ويتم تخصيص مكاتب إدارية لهم داخل مقار الشركات بالإضافة إلى تعيين عدد من العاملين في مكتبه دون إنجازه أية أعمال وظيفية، وفي بعض الأحيان يتم التوصل إلى بقائه في المنزل وعدم حضوره للشركة إلا أيام معدودة فقط وساعات محدودة حيث أنهم جميعا معفوون من الحضور والانصراف ولا يوجد لهم بصمة.
ولفت المصدر إلى أن الدولة حاليا تتجه إلى تمكين الشباب من الكفاءات وتبوأهم المناصب القيادية، ولذلك من غير المنطقي أن يكون شاب في منصب قيادي وهو في سن الأربعين ولا يستفيد منه القطاع حتى بلوغه سن المعاش، مشيرًا إلى أنه يجب أن يتم صياغة الأفكار من جديد، وقال: بعض اللوائح التنفيذية بالشركات تعطل الاستفادة من القيادات، ولا بد من إعادة النظر في هذا الملف وتأهيل العاملين بضرورة تقبل أنه قد يعمل في وظيفة قيادية ثم يعود كموظف بنفس درجته ثم أنه قد يعود مجددا في مكان أكبر أو في نفس مكانه.
وأوضح أنه يجب تشكيل لجان من القيادات السابقة لنقل خبراتهم إلى القيادات الحالية، والاستفادة من تجاربهم ومواصلة تنفيذ خططهم التي بدأوها، ويجب على القيادات الحالية أن تتحلى بروح العمل وأن يتم تكليف من تم منحه لقب المستشار بالأعمال حتى تستفيد منهم الشركة والقطاع، وتابع: القيادات السابقة تجلس في مكاتبهم بهذا المسمى ويتم استنزاف موارد الشركة من خلال تشغيل المكاتب دون أي جدوى من ذلك.