دار رعاية ترفض الكفالة الخارجية لـ55 طفلًا.. ووزيرة التضامن ترد
“ن.م” فتاة ثلاثينية، حاصلة على موافقة بكفالة طفل من قبل شئون وزارة التضامن الاجتماعي، أخذت نحو ثلاثة أعوام لتصل إلى قرار كفالة طفل، الذي لم يكن سهلًا عليها؛ لتفكيرها في عقبات ذلك القرار ونظرة المجتمع لها كأم آنسة، علاوة على الرفض التام من قبل أسرتها، إلى أن أخذت القرار ومن ثم الموافقة من الوزارة، ولكنها لم تتمكن من استلام طفلها حتى الآن، بعد رحلة بحث طويلة عنه.
"كعب داير على الدور".. على مدار عدة شهور كان ذلك حال الفتاة الثلاثينية، من دار إلى أخرى، حتى التقت طفلها في دار محمد عماد راغب، وبنبرة يغلبها الحنين تحكي لحظات اللقاء الأولى: "رأيت أطفالا عدة لكن هو أول ما عيني شافته كان بيبصلي وبيضحك ورفعلي يديه لأحمله وأول ما حملته حضني، خطف قلبي من لحظة ما رأيته.. حسيت إنه ابني وفيه حاجة مني".
تقول "ن.م" إنها دخلت إلى الدار بحجة الكفالة الداخلية لتستطيع رؤية الأطفال الموجودة، وبعد رؤية الطفل واستقرارها عليه رفضت الدار الكفالة الخارجية، وأبلغوها بأن الدار مستثناة من قرار الكفالة الخارجية لأطفال دور الأيتام، وعلى الفور تقدمت بشكوى إلى وزارة التضامن الاجتماعي ومديرية الجيزة.
وتقول: "الدار نظيفة جدًا والأولاد فيها جميعهم بحالة جيدة جدًا، ورائحتهم حلوة وملابسهم نظيفة عكس دور أخرى، ولكن مهما كانت الدار نظيفة وأطفالها في مدارس خاصة، لا تقارن بدفء الأسرة وسندها.. نفسيًا يكونوا الأطفال مدمرين، القصة ليست أكل وشرب وملابس فقط، دائمًا أولاد الدور ما يتعرضوا للتنمر من أطفال مدرستهم والمجتمع نابذهم".
وتختتم حديثها قائلة: "الكفالة اتعرفت في مصر وأصبح اتجاها لأسر عدة، فحديثي الولادة حتى سن العامين، غير موجودون في المؤسسات ليس في القاهرة فقط ولكن على مستوى المحافظات كلها وتلك الدار لديها 25 طفلا في سن الرضع.. أصبحت الآن أريد إخراج ابني من الدار وإنقاذ كل أطفال الدار".
"أنا أمهم وكافلاهم حتى سن الجواز" بتلك الكلمات بدأت نزاد أشرف حديثها مع "القاهرة 24"، قائلة إن دارها ليست كأي دار ولن تسلمهم في سن الـ16 عامًا كما أنها اشترت منازل لهم ووفرت دفاتر توفير لكل طفل منهم، وأطفال الدار جميعهم مأمن عليهم، وتستقبل التبرعات لتبقى مؤسستها في المستوى نفسه فقط.
تقول رئيس مجلس إدارة أمناء دار محمد عماد راغب إنها توفر بالدار جميع الأجواء الأسرية وكل مقومات الحياة الكريمة للأطفال حتى إنها اشترت بشراء عمارة وتبحث عن الأخرى حتى تكفي أعداد الأطفال الموجودة بالدار، البالغ نحو 55 طفلًا وستظل تشتري في العمارات السكنية حتى الانتهاء من توفير شقة لكل طفل؛ لتأمين مستقبل الأطفال في الدار، مضيفة: "لما قالولي في سن معين سنقوم بفصل الأولاد عن البنات، قمت بشراء مبنى ثانٍ، وكل بنت تعدى السن تذهب إلى المبنى الثاني.. حتى لو أنا توفيت سأكون مأمناهم وسيكملون تعليمهم حتى الجامعة وكل طفل له شقة".
تسرد نزاد أنها أم لكل أطفال الدار والصغار جميعهم يتعلقون بوجودها ولكن من سيقوم بكفالة طفل لن يصبح ولي أمره مثلها، وأغلب ساعات يومها تقضيها في الدار إما يأتي الأطفال إلى منزلها، رافضة معاملة الدار كأي دور رعاية، مردفه: "سأغير اسم الدار واكتب بيت لأن أنا فعلا كفلاهم، هؤلاء أولادي.. أنا جيباهم أطفال لحمة حمراء وبيكبروا معايا، تاخدوهم مني ازاي.. يرضي مين؟! دا أنا أوصلها لرئيس الجمهورية، وأحرمهم من الناس اللي بتيجي تزورهم وبيشترولهم لعب وبيلعبوا معاهم".
وتوجه رئيس مجلس إدارة أمناء دار محمد عماد راغب، برسالة إلى الأسر التي تريد كفالة الأطفال من الدار، مردفة: "هناك دور أرى الأولاد فيها حالتهم تصعب على الكافر.. روحوا اكفلوا الأطفال دي أما أولادي مُرفهين ويعيشون حياة طبيعية ويقضون المصيف في مارينا ويطلعوا في رحلات إلى الأقصر وأسوان، ابحثوا عن دور التي أولادها تصعب على الكافر".
من جهتها تقول الدكتور نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، في تصريحات خاصة لـ "القاهرة 24": "لن يستثنى أحد"، موضحة أن الوزارة أصدرت قرارًا هذا العام، بأن أي جمعية ترفض الكفالة الخارجية للأطفال الموجودين فيها تتعرض للمساءلة، وذلك قرار وزاري، ولكن المؤسسات التي يتمتع أولادها بدرجة كبيرة من الاهتمام والرعاية تدرج كمرحلة ثانية يستعين بأطفالها في الكفالة.
وتردف وزيرة التضامن الاجتماعي: "معظم طلبات الكفالة للأطفال الأقل من عامين حديثي الولادة؛ لأن الأسر تريد كفالة الأطفال الكبار.. والمؤسسات التي ترعى الأطفال وتعطيهم حقوقهم كاملة سواء الاجتماعية أو الصحية أو التعليمية، وتوفر لهم شققًا سكنية ندرجهم كدرجة ثانية للكفالة، حتى أنتهي من المؤسسات الأقل رعاية، والآن الأولوية للمؤسسات التي أولادها في خطر أما المؤمنون نلحقهم بعد ذلك في مرحلة ثانية".