الحج إلى كنيسة العذراء بجبل الطير بالمنيا: هُنا عاشت العائلة المقدسة
تشتهر محافظة المنيا بالعديد من المناطق الأثرية، سواء الفرعونية أو الرومانية أو القبطية أو الإسلامية، مما جعلها موجودة على الخريطة السياحية.
وتأتي من أشهر المناطق الأثرية داخل محافظة المنيا، مناطق تونا الجبل بمركز ملوي، وتل العمارنة بمركز ديرمواس، وحسن الشروق في مركز أبو قرقاص، وجميعها مناطق آثار فرعونية، بالإضافة إلى منطقة البهنسا ذات الآثار الإسلامية، ومنطقة دير العذراء بجبل الطير في مركز سمالوط، والتي عاشت فيها العائلة المقدسة، وأدرجها بابا الفاتيكان ضمن مسار العائلة المقدسة.
الحج في سمالوط.. هكذا ردد أقباط محافظة المنيا والمحافظات المجاورة، بعد أن أدرج بابا الفاتيكان منطقة دير العذراء ضمن مسار العائلة المقدسة، واعتبار زيارتها ضمن طقوس حج مسيحيو العالم أجمع.
وتشهد المنطقة منذ إدراجها ضمن مسار العائلة المقدسة، اهتمامًا كبيرًا من الدولة المصرية، وتشهد تطويرًا كبيرًا وتهيئتها لاستقبال الحجاج المسيحيين من جميع دول العالم.
وتضم المنطقة الأثرية، كنيسة السيدة العذراء، وتقع أعلى قمة جبل الطير الملاصق للنيل، وأُنشأت على يد الملكة هيلانة والدة الإمبراطور قسطنطين عام 328م، ونحتت الكنيسة في الصخر، والكنيسة لها مدخل يقع جهة الغرب يعلوه أحجار منحوتة مختلفة الأحجام، وتتكون من صحن من ثلاثة أجنحة وخورس يتقدم الهيكل وعلى جانبيه حجرتان، ويتضمن الصحن المعمودية الأثرية المنفذة داخل أحد الأعمدة الحجرية الكبيرة، كما يتوسط صحن الكنيسة حوض اللقان، وفي الناحية الجنوبية الشرقية نجد المغارة أو الكهف الذي مكثت فيه العائلة المقدسة لمدة ثلاثة أيام.
كما تضم المنطقة، ديرًا أثريًا يقع مدخله، يطلق البعض عليه اسم جبل الكف لمنع المسيح سقوط صخرة عليه ووالدته بعد أن أشار إليها بكف يده التي انطبعت على الصخرة حتى الآن ويتم عرضها داخل المتحف البريطاني، كما يشتهر باسم دير البكرة لوجود بكرة كانت تستخدم في الصعود والنزول من الجبل، كما يطلق عليه اسم جبل الطير بسبب تجمع أعداد كبيرة من طير البوقيرس داخله.
ومن ضمن مزارات المنطقة، شجرة (لبخ) عالية تسمى (العابد) تكون جميع فروعها هابطة باتجاه الأرض ثم صاعدة بالأوراق الخضراء يُقال لأنها سجدت للسيد المسيح.
وقال مصدر أثري طلب عدم ذكر اسمه، إن المنطقة تشهد أعمال تطوير متمثلة في ترميم الكنيسة الأثرية، وإقامة فندق سياحي، وممشى بالمدخل الرئيسي للمنطقة والاستراحة والطريق السياحي، وكذلك الانتهاء من تركيب اللوحات الإرشادية، وتمهيد الطريق المودي للكنيسة الأثرية، بالبازلت وأعمال التشجير.
وقال اللواء أسامة القاضي، محافظ المنيا، إنه تم الانتهاء من النقاط المحددة لتنفيذ أعمال، بالتنسيق مع جهاز الخدمة الوطنية، لخروج مشروع التطوير في أفضل صورة ممكنة، وبشكل يليق باسم مصر في المنطقة والعالم، مما يحقق استراتيجية شاملة ومُحكمة لرؤية مصر المستقبلية للقطاع السياحي.
وتستقبل المنطقة نحو ثلاثة ملايين من المسيحيين والمسلمين كل عام، خلال احتفالات ذكرى مرور العائلة المقدسة بالمنطقة، والمكوث فيها عدة ليالي.