غزل ومداعبة.. قصة أول لقاء بين دلال عبد العزيز وسمير غانم بكورنيش الإسكندرية
منذ أكثر من خمسين عامًا، وعندما كان عمرها لا يناهز العشر سنوات كان اللقاء الأول بين الفنانة الراحلة دلال عبد العزيز مع زوجها الراحل الفنان سمير غانم، على أحد شواطئ محافظة الإسكندرية، وهي الحكاية التي كثيرا ما كانت تتداولها خلال حواراتها الصحفية عن أول لقاء بين الحبيبين اللذين سطرا بعلاقتهما قصة حب مميزة، تركت أثرا طيبا لدى الجميع على مدار 35 عاما.
"أول مرة قابلت سمير كان على كورنيش إسكندرية، وقتها كنت طفلة وهو كان بيعمل حاجات الثلاثي، كنت مع الدادة ماشيين على الكورنيش لقيت سمير، قالتلي الحقي بتاع الثلاثي، جريت وراه عشان أسلم عليه راح لعب لي في شعري".. بتلك الكلمات روت الفنانة الراحلة دلال عبد العزيز عن لقائها الأول مع سمير غانم.
ولعل هذا اللقاء هو ما جعل الإسكندرية مدينة ذات طابع خاص في حياة دلال عبد العزيز، حيث كانت دائما ما تذكرها في حواراتها الصحفية بأنها مدينة مقُربة ومُحببة إلى قلبها وحملت أجمل ذكرياتها.
ولم يكن للإسكندرية هذا الدور فقط في حياة الفنانين الفنية، حيث دخلت "دلال" أيضا عالم الفن من خلال ترشيح قدمه الفنان جورچ سيدهم؛ الذي تعرف على سمير غانم من مسرح "الليتوريا" بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية خلال فترة دراسته فيها.
وبعد سلسلة من الأعمال على مسرح كلية الزراعة بجامعة الإسكندرية؛ وصلوا منه لتكوين فرقتهم "ثلاثي أضواء المسرح"، وبعدها بدأت أعمالهم على مسرح "الهوسابير" بالقاهرة، إلى أن حان تصوير مسرحية "أهلا يا دكتور" على مسرح "الهوسابير" التي كان يقوم ببطولتها الفنان سمير غانم، ورشح "سيدهم" الفنانة دلال عبد العزيز للمشاركة في دور كان من المُقرر أن تقوم به آثار الحكيم.
وعن هذا اللقاء الذي جمعها مرة ثانية مع سمير غانم، ذكرت "دلال" في أحاديث صحفية سابقة لها، أنها خاضت اختبار للحصول على الدور، وبالفعل تم قبولها وكان سمير غانم من بين المختارين لها، وقال لها بعدها على سبيل المزاح "لو أعرف إني هتجوزك بعدها ماكنتش قابلتك".
ورحلت صباح اليوم السبت، الفنانة دلال عبد العزيز عن عالمنا، دون معرفتها بسبق زوجها في الرحيل عن دنيانا منذ 79 يومًا، إثر المضاعفات التي تعرض لها؛ بسبب إصابته بفيروس كورونا التي أثرت على وظائف أجهزة في جسده.
وأوضح كل المقربين لدلال لـ "القاهرة 24" أنها توفيت دون أن تعلم برحيل زوجها رفيق عمرها، حتى عند اللحظات التي تسترد وعيها بها لم يُخبرها أي شخص بذلك النبأ خوفًا على تأثر صحتها من حزنها عليه، مؤكدين جميع الطاقم الطبي الامتناع عن إخبارها وسحب التليفزيون والهواتف الذكية من حجرتها.
حتى عندما ظهر الإعلامي رامي رضوان في برنامجه مساء دي إم سي بعد وفاة حماه سمير غانم، أكد حرصهم الشديد على عدم إخبار حماته الفنانة دلال عبد العزيز أي نبأ يُدخل الحزن في قلبها، حيث إن الأسرة في حالة يُرثى لها من هول الموقف، مشيرًا إلى أنهم بالرغم من إخفائهم فإن قلبها كان يشعر ودائمة السؤال والاطمئنان على حالته.
وأكد رامي أن أسرته وزوجته الفنانة دنيا سمير غانم وشقيقتها إيمي وزوجها الفنان حسن الرداد، كانوا حريصين على عدم تركها بمفردها فكانوا متناوبين على رعايتها بالمستشفى، بالإضافة إلى اختلاقهم العديد من السيناريوهات لإقناع الفنانة دلال عبد العزيز بعدم وفاة زوجها؛ حيث كانوا يرتدون أيضًا ملابس ملونة وليست سوداء حتى لا تشعر تمامًا.
وأشار رامي إلى أنه يوم وفاة سمير غانم لم تستطع ابنتاه توديع والدهما بالمشفى؛ حيث إن إحداهما كانت بالمشفى مع والدها والأخرى مع والدتها، وعند تشييع الجثمان وصلاة الجنازة فقط استطاع الأربعة أن يتركوها بضع ساعات ليعودوا لها بملابس ملونة كاتمين الحزن داخل قلوبهم حتى لا تشعر.
