رئيس دينية الشيوخ: المنهج الأزهري قائم على التكامل بين العقيدة والشريعة والأخلاق
قال الدكتور يوسف عامر، رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ، إن في ذكرى الهجرة المباركة تتجدد أعلى معاني القيم السامية، والمبادئ الإنسانية الراقية، والنظم الحضارية الراشدة، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة جعل قيم الأخوة والاحترام تحتل مركز الصدارة في بناء المجتمع الراشد، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فلقد كان ذلك تمهيدا لعقد دستور عظيم يقوم على تعظيم المشترك الإنساني لكافة أهل المدينة المنورة على اختلاف معتقداتهم ومذاهبهم.
وأكد عامر، أن الإسلام دين يحث على القيم الإنسانية السامية والمساواة بين الناس جميعا، ولا يفرق بين شخص وآخر إلا بالعمل الصالح، كما أنه لا يفرق بين الناس في عباداته وأخلاقه ولا في قوانينه؛ فالناس جميعا يقضون صلاتهم في صف واحد دون تفرقة بين هذا وذاك إلا بالتقوى، مضيفًا أن الإسلام جاء لختم الأديان السماوية، ولحفظ ما سبقه من أديان، ولإصلاح ما أفسده البشر في شريعتها؛ فهو بمثابة الحارس لها، والقائم عليها، مؤكدًا على أهمية تعريف الطلاب والدارسين والباحثين بالمنهج الأزهري تنظيرًا وتطبيقًا، لأنه يقوم على التكامل بين العقيدة والشريعة والأخلاق.
من جانبه، قال الدكتور محمد أبو زيد الأمير، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري، إن أهم ما يميز الشريعة الإسلامية اعتناؤها بالبعد الإنساني، نظرًا لأنه يقود إلى إسعاد البشرية، مؤكدًا ضرورة تطبيق هذه الجوانب الإنسانية في واقعنا المعاصر، للوصول إلى الحلول لكافة المشكلات التي تواجه المجتمع.
ومن جانبها، أوضحت الدكتورة مفيدة إبراهيم، عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بكفر الشيخ، أن الغاية التي يسعى إليها المؤتمر هي العمل على دعم بناء أمتنا الحضاري الروحي المكين من خلال الإسهامات الفكرية والعلمية، التي تجلي قيمة حضارتنا الإسلامية، ودعوتها إلى التسامح والتعايش والحوار مع الآخر، والبحث عن الحلول الناجعة للارتقاء بالإنسان، والكشف تلك الكنوز التي ينطوي عليها تراثنا وحضارتنا في دعوتها إلى السمو بالإنسانية عامة، وتنمية الوعي لدى الشباب العربي والمسلم خاصة؛ ليصبح لديه القدر الكافي من الفهم والإيمان بقيمة هويته في حاضره من خلال إيمانه واستمداده من قيم ماضيه، وتراثه العربي والإسلامي.
وفي ذات السياق، أكد الدكتور مصطفى مطاوع، العميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بكفر الشيخ، الرئيس الشرفي للمؤتمر، أن تراثنا يحيا بنا ونحيا به، وأن أمة بلا تراث هي أمة بلا جذور، وهذا لا يعني الانفصام عن الواقع، أو عدم التواصل الفكري بالثقافات الأجنبية، فالأمم تحلق في سماء الأمجاد بجناحين هما ماضيها وحاضرها، وبهما تستشرف مستقبلها، لكن شتان بين من يستقبل تلك الثقافات بعقل رشيد وفكر سديد، وبين من يتجاوز الاستفادة منها إلى الذوبان فيها، والانبهار حتى بنفاياتها، بل ربما يشعل دينه وقيمه ومبادئه بخورًا في محرابها.