من الجلد حتى الكروشيه.. أنامل ناعمة تغزل المنتجات اليدوية بمعرض ديارنا
بعد تحديد موعد معرض ديارنا للحرف اليدوية والتراثية في مارينا 5 بالساحل الشمالي، أخذت راندا ورباب الاستعداد له، والعمل على قدم وساق في تجهيز معروضاتهما، على مدار شهر كامل، حيث جرت العادة لديهما على مدار ما يقرب من أربعة أعوام، واحدة تمسك بإبرة الكروشيه وأخرى تأخذ بالإبرة والخيط وتطرز بنعومة في منتجاتها الجلدية.
تجلس رباب حسن، بين معروضاتها ممسكة بإبرة الكروشيه بخفة كعادتها، ساردة قصتها مع حب الكروشيه أو "الإدمان" كما تطلق عليه، بداية من وضعه ضمن أهداف حياتها قبل ثماني سنوات من الآن ومرورًا بخطى تعلُّمِه من خلال الفيديوهات الأون لاين على الإنترنت، وحتى وصولها لمستوى الاحترافية حتى أصبحت تعطي كورسات لتعلم غيرها.
تقول رباب إنها لا تستطيع أن يمر يوم عليها دون الإمساك بإبرتها، بالرغم من إصابتها باختناق في أعصاب يديها نتيجة لإجهادها فيه، وخاصة عند المشاركة بالمعارض، حيث إنها تعمل على تجهيز كميات كبيرة من المنتجات مما يزيد من آلامها، إلا أنها لا تستطيع فراقه، مشيرة إلى أنها تحرص على المشاركة في المعارض منذ 5 أعوام مضت، واصفة أن المعارض، وخاصة معرض ديارنا، فرصتها الوحيدة في التسويق.
وتصف معرض ديارنا بـ "بوابة الوصول" للجمهور، مردفة: "لا نستطيع التسويق سوى من خلال ديارنا، من المعرض نعرف العملاء وهو بوابة لوصول الناس لنا على إنستجرام وفيس بوك، ولا نعتمد على تسويق السوشيال ميديا في الشغل اليدوي، لأن الناس تحتاج أن تمسك بالمنتج بين يديها، فهناك شريحة كبيرة تخاف من شراء المنتجات اليدوية أون لاين".
تلتقط أطراف الحديث، راندا محمد، وتتفق معها على أهمية المعارض لهما كمنتجين للشغل اليدوي، وأن معرض ديارنا واحد من أقوى وأهم المعارض في مصر، كما أنه يتألق كل معرض عن الآخر، حسب قولها، وتحرص دائمًا على المشاركة فيه أيًا كان مكانه، حيث إن تلك المرة تعد المشاركة الرابعة لها بعد مشاركتها بمعرض القاهرة، الإسكندرية، وأخيرًا كايروفيستيفال.
"راندا ليزر هاند ميد" تحفرها مصممة منتجات الجلد الطبيعي، على كل قطعة خرجت من أسفل أناملها من حقائب، محافظ، بورتفيهات وأحزمة، وتسرد في حديثها مع "القاهرة 24" عن حبها للجلد الطبيعي، مردفة: "بحب الجلد لأنه خامة سخية تقدر تعطي كل شيء أستطيع العمل فيه لو عايزة أرسم أضغط، وبيعطي شغل كويس جدًا"، مضيفة أن كل قطعة تأخذ وقتًا مختلفًا في صناعتها، فإذا كانت حقيبة كبيرة تأخذ نحو يومين حسب التصميم نفسه، لافتة إلى أنها بدأت مشروعها الخاص منذ نحو سبع سنوات.
وتشير خلال حديثها، إلى أن مكان المعرض يفرق في اختيار معروضاتها، فهي حرصت تلك المرة على اختيار المعروضات "اللايت"؛ لأن المعرض يستهدف جمهور المصيف، موضحة: "زبون معرض ديارنا الساحل يبحث عن بورتريه خفيف أو منتج ذي نقشة بسيطة هذا بجانب الشغل الأساسي لدي، ميزة شغلنا أنه لا يوجد في أي مكان فلما بيكون أمام الجمهور يكون فرصة للاقتناء بالنسبة له.. حتى لو في المصيف".
أما عن متوسط الأسعار، تقول: "متوسط الأسعار مقبول فإذا قارنّا الأسعار بأسعار الجلد المصنوع الموجود في الماركات، نجد أن الجلد الطبيعي يستمر مع المستهلك العمر كله، وكل ما يمر عليها وقت طويل كل ما تحلو أكثر فإذا قارنّا بالأسعار سنجد أننا في نفس المستوى ويمكن أقل، فأسعارنا معقولة".
