واسيني الأعرج: النقد العربي يعاني الانهيار والتقادم الفكري
واسيني الأعرج، هو الكاتب الروائي الكبير، وأستاذ السوربون، والباحث الأدبي، له من الأبحاث والروايات الكثير والكثير، وهو من الكتاب الذين لا يتكررون كثيرًا فهو يعد حالة خاصة متفردة، نمر اليوم بذكرى ميلاده الموافق 8 أغسطس 1954، له آراءه الخاصة في مختلف المجالات، والافرع الأدبية، ومنها رأيه الذي أعلنه في إحدى مقالاته عن النقد العربي.
فيقول واسيني: "لا يختلف اثنان حول انهيار النقد العربي ومحدوديته، إلى اليوم لم يبرز ناقد كبير فرض نفسه في الحقل النقدي العربي بمنجزه وإضافته العالمية، كل ما أُنتج ظل رهين المحلية، أو رهين المدارس الغربية التي تحكمت في كل مساراته بإعادة إنتاجها في غياب فهم حقيقي"، فنرى رؤيته المعتمة تجاه النقد العربي وما آل إليه في العصر الحديث، فهو أستاذ السوربون الذي يدرس ويواكب أهم المدارس النقدية في العالم، ورأيه يجب ألا يمر ببساطة ويسر.
ويضيف أن النقد لم يتطور من أيام طه حسين الذي عمل جاهدًا لنقل المدارس الحديثة إلينا، لكي يأتي جيل لاحق له يحقق التقدم بالاستفادة من المنقول، "مضى الجيل الأول الحديث، جيل طه حسين، لكنه لم يترك إلا علامات خفيفة، فقد كان رهانه الكبير ليس الإضافة، ولكن نقل المعارف الغيرية نحو الثقافية العربية، إلى عالم لا يزال يعيش في وهم الشرق الروحاني والغرب المادي، قبل أن يكتشف غربًا هرب عن الشرق بسنوات ضوئية، والأجيال التي تلت لاحقًا، وإلى اليوم، لم تخرج عن منطق طه حسين أبدًا".
كما رأى أن عددًا قليلًا جدًا من النقاد العرب من استطاعوا أن يشاركوا في الفعل النقدي العالمي على حد قوله وحددهم باثنين هما: جمال الدين بن الشيخ الذي أسس في جامعة السوربون كرسيًا للغة العربية وأشرف عليه، والكاتب الكبير ادوارد سعيد، لكنهم ظلوا على حد تعبيره: كـ جزيرتين معزولتين، وغير مأهولتين، في ظل نقد عربي متقادم فكريًا حتى في نماذجه الجديدة.