عضو مجمع البحوث الإسلامية: من حق المورث كتابة تركته باسم بناته لضمان العيش الكريم لهن
أثار منشور على موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك" الجدل، بعد أن وجهت صاحبته الشكر لوالدها الذي رفض الحصول على نصيبه من أملاك أخيه بعد وفاته، وترك الميراث كاملا لابنته فقط.
وتباينت ردود أفعال مستخدمي موقع التواصل الإجتماعي بين مؤيد لهذا التصرف، موضحين أن ما قام به والدها ما هو إلا العدل، بينما أكد آخرون أن هذا الأمر يعتبر مخالفا للشريعة وما أمر الله به.
وفي منشور له عبر صفحته الرسمية على موقع "فيس بوك" قال الشيخ عبدالله رشدي، أنه لا يجوز للرجل الذي لم ينجب ذكورا أن يكتب تركته باسم بناته بقصد حرمان الورثة الآخرين.
وتابع: "كذلك فلا يجوز للرجل الذي أنجب ذكورا وإناثا أن يكتب تركته بأسماء الذكور بقصد حرمان الوارثات من الإناث.
وأردف:" من فعل ذلك فهو آثم وقد ضيع حقوق الورثة التي كتبها الله وحددها".
واختتم قائلا:" فعليكم أن تتقوا الله..لا تصنعوا في حياتكم ما يسعر عليكم قبوركم نارا، فحرمان بعض الورثة لن يصب في مصلحتك بعد الوفاة".
وفي هذا الصدد قال الدكتور محمد الشحات عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن مسألة قيام المورث الذي لم ينجب ذكورا بكتابة كل التركة لبناته يعتمد على نيته في هذا الأمر.
وأضاف أنه إذا كان نية المورث ضمان العيش الكريم لبناته وليس مقصده هو حرمان الورثة الآخرين من الميراث، فلا مانع في أن يكتب كافة أملاكه لهن فقط.
وأوضح أن الأب له حق التصرف فيما يمتلكه وهو في كامل إرادته ووعيه بطريقة صحيحة، بشرط أن لا يكون في مرض الموت أي فترة الاحتضار أو بعد إخبار الأطباء له بقرب موعد وفاته.
وتابع الشحات أن الوارثات من البنات مهما كان عددهن يستحققن الحصول فقط على ثلثي الميراث، لافتا إلا إذا كانت نية المورث حرمان باقي الورثة من الميراث لأن البنات، بحجة أن هذه أملاكه وهو من تعب واجتهد في تكوينها فلا يجب أن يشاركهن ورثة آخرون بالميراث، فيكون بذلك نيته غير صحيحة.
وأشار إلى أنه بعد وفاة المورث من المفترض أن توزع التركة على أصحاب الحق بها، موضحا أنه يجب على المورث تجريد نيته وتصرفه من مقصد حرمان الورثة من حقهم، إلا إذا لجأ لفعل ذلك بقصد ضمان أساسيات الحياة لبناته من تعليم وعلاج بعد وفاته أو الخوف من عدم حصولهن من نصيبهن من الميراث بعد وفاته.
وفي نهاية حديثه نصح عضو مجمع البحوث الإسلامية، الرجال بتصحيح نيتهم في هذا الأمر وأن يتقوا الله.
