نوادر جحا.. جحا يعمل في التهريب
جحا، أو نصر الدين كما يطلق عليه الصوفيون، شخصية خيالية، يُنسب إليها العديد من المواقف الطريفة، والتي يكون وراء طرافتها مغذى آخر تعليمي، أو بعد فلسفي، تنتشر نوادر جحا في جميع أنحاء البلدان العربية، وصارت جزءًا من هويتنا الثقافية، ونحن اليوم نعرض إحدى تلك النوادر التي نسبت له، وتحمل في طياتها بعد تعليمي وفلسفي، بالإضافة إلى طرافة الحكاية.
تقول الحكاية أن جحا اعتاد أن يسوق حماره عبد الحدود، وذلك بشكل يومي، ويحمل على ظهر الحمار غبيطًا محشوًا بالتبن.
وعندما سُئل عن الذي يفعله عبر الحدود يوميًا؟ أجاب بأنه يعمل مهربًا خلال تردده على الحدود، ويهرِّب ما يريد وهو عائد في المساء حيث لا يراه أحد.
صارت الشرطة بعد اعترافه هذا تفتش غبيطه، وملابسه، وكل شيء معه، ظلوا يفتشوه بشكل يومي، حتى أنهم غمروا التبن في الماء، فلم يجدوا شيء، غربلوه، أحرقوه، أيضًا لم يعثروا على أي شيء يدينه!.
في نفس الوقت كان جحا يزداد غنا يومًا بعد يوم وظهرت عليه مظاهر الرخاء، وبعد فترة أوقف رحلاته، وقرر أن يعيش في بلد أخرى، وبعد عدة سنوات قابله أحد المشرفين الذين كانوا على الحدود، فقال له:
- تستطيع الآن أن تخبرني دون أن تخشى شيئًا، ماذا كنت تهرب، ولماذا لم نستطيع الإمساك بك لمرة واحدة؟
فأجابه جحا: كنت أهرب حميرًا!.