الإثنين 23 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

خرج للإنفاق على أسرته وعاد جثة هامدة.. الطفل عصمت شهيد لقمة العيش بأي ذنب قتل؟

الطفل عصمت
محافظات
الطفل عصمت
الإثنين 09/أغسطس/2021 - 10:45 ص

كعادته كل صباح، خرج "عصمت" صاحب الـ14 عامًا، من منزله للعمل على الـ توك توك الخاص به، باحثًا عن لقمة عيش يساعد بها أسرته، ودع والديه وقبّل شقيقته، وهمّ ليحمل مشقة الحياة، لكنه لم يكن يعلم أنه اللقاء الأخير.

لم يدر الصغير أن يد الغدر تنتظره في الخارج، تدبر وتخطط لاغتيال براءته بغرض سرقة الـ توك توك، ولم يمهله القدر في الحياة كثيرًا، بل ازداد الوجع أضعافًا، فالطفل الذي عاش همًا أكبر من عمره، وتحمل المسؤولية بعد تعرض والده لحادث جعله عاجزًا، عاد جثة هامدة.

"صدمة وحزن وملابس سواد" هو الحال الذي تعيشه قرية ميت الفرماوي التابعة لمركز ميت غمر، بمحافظة الدقهلية، حدادًا على مقتل "عصمت محمد محمود حسني العش"، تلميذ بالصف الثالث الإعدادي، والذي عثر عليه مذبوحًا داخل أرض زراعية بمركز ديرب نجم التابع لمحافظة الشرقية.

قبل عامين، توفي الشقيق الأكبر للمجني عليه في حادث سير، كما أصيب والده بعجز جراء سقوطه من علو أثناء عمله، بالإضافة لوجود شقيقة مريضة، كل ذلك دفع الصغير للخروج للعمل وتحمل المسؤولية، بعدما أصبح العائل الوحيد لأسرته.

في الثامنة صباح أمس الأول، خرج "عصمت" للعمل، وتجول بمركبته داخل القرية بحثًا عن زبون "يستفتح" يومه، وحسب رواية عمته، استوقفته سيدة منتقبة ومعها شخصان آخران، وطلبوا منه توصيلهم لقرية "كفور البهايته" المجاورة لقريتهم، فذهب معهم ولم يعد.

وأكدت عمته، أنه معتاد التواصل مع أسرته هاتفيًا كل ساعة، لطمأنتهم عليه، ويوم الحادث فوجئوا بإغلاق هاتفه المحمول، ما أثار شكهم وقلقهم، وبدأوا في البحث والسؤال عنه، وأكد السائقون أنهم لم يروه مطلقًا.

وكان موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" السبيل لأسرة الطفل للبحث عنه، ولجأوا لنشر صورته وأوصافه أملا في التعرف عليه، وبعد ساعات قليلة، تلقوا اتصالًا بالعثور على نجلهم مذبوحًا وملقى في أرض زراعية بناحية طريق الهوابر بمركز ديرب نجم، بمحافظة الشرقية، وسرقة الـ توك توك.

"كان العائل والسند الوحيد لوالده"، هكذا عبرت العمة عن الكارثة التي تعيشها أسرة المجني عليه، وقتله غدرًا أثناء بحثه عن لقمة عيش يعين بها والده، ويساعد والدته في الحياة، مؤكدة أنه على الرغم من صغر سنه، إلا أنه كان رجلًا مشاركًا في المسؤولية برغبته، وهو من طلب العمل على التوكتوك.

وفي جنازة شعبية مهيبة، خرج أهالي القرية لتشييع جثمان الصغير، وسط دموع وصراخ وهتافات تطالب بسرعة ضبط الجناة، والقصاص العادل منهم، وإعدامهم شنقًا.

تابع مواقعنا