رئيس المنتدى المصري بجنوب إفريقيا: 25 سنة في خدمة المصريين والعرب بالخارج.. وتكريمي في بلدي "طعم تاني" (حوار)
ترعرعت على حب الخير والعمل التطوعي ومساعدة الآخرين ووهبت حياتها للمحاماة؛ على مدار 25 عامًا لم تبخل على المصريين بالخارج باستشاراتها القانونية لحل مشكلاتهم في الغربة، حتى أصبحت أشهر من “نار على علم” وملجأ لكل "مغترب"؛ بعدما تصدت لحل مشكلات الجالية العربية بجنوب إفريقيا دون مقابل، عملت على توفير أنشطة اجتماعية مصرية تحثهم على الانتماء لأرض الوطن إنها "ماري خلة" رئيس المنتدى المصري بجنوب إفريقيا وعضو لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس القومي للمرأة ورئيس العلاقات العامة للجالية العربية بجنوب إفريقيا، التي خصت القاهرة 24 بالحوار التالي..
- في البداية حدثينا عن طبيعة دورك الخدمي في جنوب إفريقيا؟
سافرت إلى جنوب إفريقيا كان منذ قرابة 25 سنة، وكان عدد المصريين وقتذاك قليلًا للغاية؛ وأثناء وجودي في ريسبشن بالسفارة المصرية طلب مني رئيس المكتب التجاري أن أساعد الملحق التجاري لإجادتي للغة وقلة عدد الموظفين؛ من هنا عملتُ في السفارة المصرية وعاصرت مشاكل المصريين التي تأتي إلى السفارة وبحكم عدم وجود مستشار قانوني كنت أقوم بحل جميع مشاكلهم وأُجيب عن استفساراتهم، وقتذاك كنت أقوم بعمل المعادلة لكي أعادل "ليسانس الحقوق" والماجستير بعدها تركت السفارة وفتحت مكتبًا خاصًا بي، بعدها انضممت إلى الجالية العربية على أساس عملي في المحاماة وكنت أحل مشاكل العرب أيضًا وأساعدهم بلا مقابل.
- كيف جاءت فكرة إنشاء الجالية المصرية؟
هذه الفكرة جاءت أبان ثورة 2011 في مصر، فعندما وجدنا زيادة رهيبة في عدد الإخوان في جنوب إفريقيا، وبدأوا يعملوا مظاهرات ضد الثورة، ويدعون ادعاءات كاذبة كلها افتراءات، فكرنا في إنشاء الجالية المصرية وسجلناها، بحيث نستطيع الرد بطريقة رسمية على الهجمات والوقفات والادعاءات الكاذبة التي كان يدعونها الإخوان؛ وحينما جاءت انتخابات الرئاسة كان لي الشرف أن أراقب عليها بالخارج في الدورتين.
- المصريون بالخارج وانتمائهم لمصر.. ما تعليقك على تلك القضية وكيف يتم تنمية ذلك الانتماء؟
من حسن حظنا أن السفارة المصرية متعاونة معنا للغاية وتدعم المصريين نفسيًا ومعنويًا، مما يجعلهم يشعرون أنهم جزء لا يتجزأ من مصر وبالتالي لا يفقدون انتمائهم.
- قبل كورونا كنت تحرصين على عمل تجمعات دورية للمصريين لربطهم بالوطن الأم وخاصة الجيل الثاني.. حدثينا عن نتائج جهودك؟
لاحظت أن المصريين لديهم رعب من الذهاب إلى السفارة؛ ففكرت في عمل تجمعات مصرية شهرية وكنت أدعو فيها المصريين السفير وأعضاء السفارة لتكون فرصة للتعارف بينهم لإزالة الرهبة ولربط المصريين ببلدهم خاصة الجيل الثاني، وتكون فرصة ليكون يوما مصريا أصيلا من خلال التحدث باللغة العربية ونستمع إلى الأغاني والأناشيد الوطنية، بالطبع كل هذا كنا نقوم به قبل انتشار فيروس كورونا، أما الآن فجميع هذه الأنشطة متوقفة لحين عودة الحياة إلى طبيعتها مرة أخرى.
- في ظل انتشار فيروس كورونا.. ما هي الصعاب التي واجهت المصريين بالخارج؟
قلة العمل وللأسف أفراد كثيرة جلست في المنازل بسبب إغلاق البلد لفترة طويلة مما أثر بشكل كبير على عمل المصريين بالخارج، كما ساهمنا في شراء أجهزة أكسجين لبعض مرضى كورونا المعزولين بالمنازل لعدم وجود أماكن بالمستشفيات وعدم توفر أجهزة الأكسجين، إضافة إلى مساهمتنا في مبادرة "خلينا سند لبعض" التي أطلقتها وزارة الهجرة لمساعدة العالقين في جنوب إفريقيا للعودة إلى أرض الوطن أثناء غلق المطارات.
- ما أبرز المشاكل التي تواجه المصريين بالخارج؟
تتلخص مشاكل المصريين في جنوب إفريقيا في اللغة، فهي المشكلة الأولى التي تواجههم، بالإضافة إلى الإقامة، وعنصرية "السود ضد البيض" من خلال مهاجمتهم ومطارداتهم.
- هل دعمك للمصريين بالخارج مقتصر عليك فقط أم أن عائلتك تدعمهم أيضًا.. صفي لنا دورهم؟
زوجي طبيب في مستشفى حكومي بجنوب إفريقيا ويساعد المصريين في علاجهم في المستشفى الذي يعمل به ويكفي القول أن جميع الأطباء المصريين الموجودين في جنوب إفريقيا 3 أو 4 فقط.
بالإضافة إلى دور نجلي الذي تخرج في الجامعة وأصبح مترجمًا قانونيًا في المحكمة، فكان يساعد المصريين عن طريق ترجمة الأوراق القانونية، فكانت المساعدة تتم من خلال عائلتي بأكملها، إضافة إلى الخدمات الشخصية التي أخدم بها المصريين بالخارج.
- صفِ لي شعورك عندما كرمك المجلس القومي للمرأة ووزارة الهجرة؟
"تكريم بلدي" سيظل أفضل تكريم لأنه له "طعم تاني" فمهما تكرمت بالخارج لم أنس ذلك، رغم حضوري العديد من المؤتمرات داخل جنوب إفريقيا وتكريمي فيها لكن عند الشعور بأن مصر فاكراني ستبقى أحلى مكافأة وأحلى حدث في حياتي، مما دفعني إلى الشعور بالفخر والسعادة والتقدم إلى الأمام؛ وأود أن أنتهز هذه الفرصة وأتقدم بجزيل الشكر إلى وزيرة الهجرة نبيلة مكرم على ما تقوم به لدعم المصريين بالخارج، بالإضافة إلى رئيسة المجلس القومي للمرأة الدكتورة مايا مرسي لتشجعيها على إبراز دور المرأة المصرية.
- ما هي أصعب المواقف التي مرت عليكِ أثناء مساعدة المصريين؟
نحن في انتظار القضاء على فيروس كورونا حتى نستكمل أنشطتنا؛ وليس معنى ذلك إننا لا نعمل الآن، بالعكس فنحن نساعد المصريين بقدر استطاعتنا، ومن أصعب المواقف التي مرت عليّ وفاة مصري منذ شهر وكان بمفرده، ساعده المنتدى على النزول إلى مصر على نفقة الدولة، وحتى متعلقاته الشخصية جمعناها وتوصلنا مع مدير مصر للطيران حسام ذكي وساهم في مساعدتنا وساعدتنا السفارة في إنهاء الإجراءات.