الناقد حسين حمودة: محمود درويش صاحب تجربة إبداعية كبرى في الشعر العربي
قال الدكتور حسين حمودة، أستاذ النقد الأدبي بكلية الآداب جامعة القاهرة، مقرر لجنة السرد القصصي بالمجلس الأعلى للثقافة، إن الشاعر محمود درويش صاحب تجربة إبداعية كبرى، ليس في الأزمنة الحديثة فحسب، وإنما في التاريخ الطويل للشعر العربي كله.
وأضاف حمودة في تصريحات خاصة لـ "القاهرة 24" في ذكرى وفاة درويش، أنه من بداية ستينيات القرن الماضي وحتى أواخر العقد الأول من هذا القرن، وخلال دواوينه العديدة ابتداء من عصافير بلا أجنحة، وحتى لا أريد لهذي القصيدة أن تنتهي، الذي نشر بعد وفاته، ظل محمود درويش يصل شعره بساحة الوقائع الكبرى والصغرى من حوله، يحيا في قلب هذه الساحة، ويشهد تغيراتها وتحولاتها، ويتأملها ويتقصى أبعادها، ويسألها ويسأل شعره، وينظر ويعيد النظر.
واستطرد حمودة: وقاده هذا، فيما قاده، إلى أن يكون واحدا من المبدعين القلائل الذين امتلكوا قدرة استثنائية على مجاوزة وتخطى ما أبدعوه من قبل، بما جعل تجربتهم الأدبية تتجدد معالمها أكثر من مرة، أو بما جعل رحلتهم الإبداعية تنهض على "نقلات" واضحة: من اليقين إلى التساؤل، ومن الغنائية البسيطة إلى الرصد المركب، ومن الاحتفاء بالذات الجماعية إلى رصد الانقسام الذي انتابها.
قضايا الوطن في شعر محمود درويش
وأوضح حمودة، أن درويش عبّر بطرائق متنوعة، عن قضايا وطنه السليب، وعبّر أيضا عن قضايا تخص الإنسان في كل وطن، واستطاع، خلال قصائد مشبعة بجمال آسر، متجدد المعالم، أن يحلق في سماوات ليست له، وأن يظل منتميا رغم المسافات إلى أرضه التي تناءت وتباعدت خلال ارتحالاته بين المنافي الواسعة.
واختتم حمودة: في تجربة درويش الممتدة، والتي شهدت انتقالات واضحة عبر أساليب الكتابة، ظل درويش يستكشف مساحات وأبعادا جديدة في ذاته، وفي العالم من حوله، وفي أشكال التعبير الشعري، وقدم بذلك شهادة جمالية رفيعة المستوى، مرهفة، عن تجربة من أقسى التجارب التي عرفها التاريخ القديم والحديث.