الخارجية: الأزهر مثّل حائط الصد الأول في مكافحة الإرهاب فكريًّا
كشف التقرير الوطني لجمهورية مصر العربية حول مكافحة الإرهاب 2021، الصادر عن وزارة الخارجية، دور الأزهر الشريف في مواجهة الإرهاب فكريًّا.
وذكر التقرير، الذي حصلنا على نسخة منه، أن مصر كانت سبَّاقة في التحَرُّك بشكل عملي فيما يتعلق بالشق التوعوي الوقائي، حيث أطلق رئيس الجمهورية مُبادرة في عام 2014 لتصويب الخطاب الديني، انطلاقًا من الاقتناع بضرورة إيلاء المواجهة الفكرية الاهتمام اللازم لتحصين المُجتمع، خاصة الشباب، من مخاطر الاستقطاب الفِكري، فى إطار المُقاربة الشاملة التي تنتهجها الدولة في تصديها للإرهاب.
وأوضح التقرير أن الأزهر الشريف بمكانته التاريخية مثَّل حائط صد لكثير من التيارات المنحرفة التي تظهر على الساحة الفكرية بين فترة وأخرى، وقد خطا الأزهر في سبيل تحقيق ذلك خطوات ملموسة من خلال إنشاء الهيئات العلمية المنوط بها إرشاد عموم المسلمين إلى صحيح الدين، وتصحيح الِفكر المنحرف، بالإضافة إلى العديد من المراكز البحثية والعلمية التي أُنشئت مؤخرًا، ومنها مركز الأزهر للترجمة الذي يهتم اهتمامًا مباشرًا بترجمة المؤلفات التي تعطي صورة صحيحة عن الإسلام، ومركز الأزهر للفتوى الإلكترونية، الذي يُعنى بتقديم الفتاوى الصحيحة وبيان زيف الفتاوى المتشددة.
وأشار التقرير إلى أنه من ناحية أخرى، يضطلع مرصد الأزهر لمكافحة التطرف بدور مؤثر في رصد مظاهر التطرف وتحليلها والعمل على تفكيك الفكر المتطرف، ونشر إصداراته فى هذا الشأن باستخدام اثنتي عشرة لغة، بالإضافة إلى ما يدشنه من حملات توعوية لنشر صحيح الدين ومحاربة الفكر المتطرف.
ويُعّتبر مرصد الأزهر أحد المؤسسات التي استحدثها الأزهر الشريف لتجديد الخطاب الديني، فأصبح الأزهر يخاطب العالم بلغاته، ويفضح جميع التنظيمات الإرهابية والأفكار المتطرفة التي تبثها بلغات العالم.
ولفت التقرير إلى أن الأولوية في عمل المرصد تأتي للرصد والتحليل لما يصدر عن الجماعات المتطرفة، حيث يرصد الباحثون ما تنشره هذه الجماعات من تفسيرات مغلوطة للمفاهيم الدينية، يلي ذلك ترجمة الباحثين هذه المنشورات، ويتم عرضها على لجان متخصصة للرد عليها، ثم نشر الردود باللغة العربية واللغات الأجنبية الأخرى على منصات المرصد الإعلامية.
ووضع المرصد حسب التقرير استراتيجية قائمة على عدد من الأسس من أهمها الوصول إلى الشباب، وتعريفهم برسالة الأزهر الوسطية، والترويج للقيم الدينية والأخلاقية التي تدعو إلى حب الأوطان وقبول الاختلاف وترسيخ قيم المواطنة، وتعزيز قيمة الإخوة الإنسانية، واحترام الإنسان دون النظر إلى لونه، أو عرقه، أو دينه، واستخدام الوسائل المتاحة كمواقع التواصل الاجتماعي، والبوابة الإلكترونية للأزهر الشريف والمجلات والصحف، مثل «صوت الأزهر» ومجلة «مرصد» وغيرها من إصدارات الأزهر المطبوعة.